أجرت لين هاستينجز المُنسقة الإنسانية للأراضي الفلسطينية المُحتلة زيارة إلى قطاع غزة استغرقت يومين أطلعت فيها على أوضاع السكان بعد الدمار الذي لحق بالعديد من المباني بما فيها المستشفيات والمدارس.
ونسب موقع أخبار الأمم المتحدة إلى هاستينجز قولها - في بيان اليوم الإثنين- "لقد أمضيتُ اليومين الماضيين هنا في غزة، أتحدث إلى الناس الذين تحمّلوا معاناة لا يمكن تخيُلها على مدى أحد عشر يوما من الأعمال القتالية".
ودعت المسؤولة الأممية إلى إعادة فتح غزة وإعادة ربطها ببقية أنحاء فلسطين، بما فيها القدس الشرقية.
وأضافت هاستينجز التي التقت بعدة أُسر تكبدت أضرارا فادحة "التقيت أيضا أبا فقد زوجته وأربعة من أطفاله الخمسة وشهدتُ بأم عيني الأسر المهجرة التي دُمرت منازلها عن بكرة أبيها".
وقد دُمرت عدة أماكن لتقديم الخدمات الأساسية أو لحقت بها الأضرار، بما فيها مختبر طبي كان يؤمّن فحوصات الإصابة بفيروس كورونا، وتضررت خطوط مياه الصرف الصحي، "مما يهدد بانتشار الأمراض".
وأصابت الأضرار مركز الرعاية الصحية الأولية الوحيد في الشمال – الذي شهد أفضل معدل لتقديم التطعيم – إلى حد بات معه غير قادر على خدمة المجتمع المحلي.
ودُمر مستودع للوازم الزراعية – ومعه محاصيل موسم كامل على الأقل، مما يهدد الأمن الغذائي – ويشكل خطرا على الصحة والبيئة. كما قامت بزيارة إحدى المدارس العديدة المتضررة. ويزيد هذا الضرر من تعقيد إمكانية وصول الأطفال إلى التعليم، بالإضافة إلى الانقطاعات التعليمية الموجودة مسبقا المتعلقة بفيروس كورونا.
وقالت هاستينجز "لقد أخبرني عدد ليس بالقليل من الناس بأنهم يشعرون بالعجز – وما عاد لديهم من أمل. ويقول الآباء إنهم لا يستطيعون طمأنة أطفالهم بأن هذا لن يحصل مرة أخرى. وكيف يتسنى لهم ذلك بعد العديد من الحروب؟".
وفي زيارته إلى قطاع غزة، أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) فيليب لازاريني، التزام الوكالة بحقوق ورفاهية لاجئي فلسطين الذين يشكلون أكثر من 70 في المائة من سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة.
وقال لازاريني في بيان: "أشعر بالإحباط الشديد من الحلقة العبثية من العنف الشديد الذي قتل مدنيين ودمر بنية تحتية وأعاد غزة إلى الوراء لعدة سنوات".
وأضاف لازاريني أن "19 من بين الأطفال الـ 60 الذين قُتلوا في الصراع كانوا يرتادون مدارس الأونروا، ويعرفهم زملائي".
وزار لازاريني مستشفى الشفاء، حيث رأى سارة، 5 أعوام، التي أصيبت بالشلل بسبب شظية خلال ضربة جوية على المبنى الذي تعيش فيه.
وأفاد بأنها تحتاج إلى إجلاء فوري للعلاج الطبي في الخارج. كما زار موقع المبنى الذي قُتل فيه 10 أفراد من أسرة واحدة، أسرة أبو حطب، والتقى بأحد الناجين من الأسرة، وقال: "الآثار النفسية والاجتماعية المستمرة للعنف لا حد لها. ستتطلب أزمة الصحة العقلية تمويلا كامل من خدماتنا النفسية والاجتماعية".
وزار لازاريني عائلات في مخيمي الشاطئ وجباليا، والتقى بطواقم الأونروا التي تقوم بجهود الإغاثة الطارئة، مثل إصلاح أنابيب المياه وتقديم المساعدة إلى الأشخاص النازحين في مدارس الأونروا.
وقال "أغادر غزة (وعلى جدول أعمالي) مهمة عاجلة: ضمان استمرار الاستقرار في حياة لاجئي فلسطين في غزة من خلال وكالة أونروا قوية. وأذكر المجتمع الدولي أنه من غير معالجة الأسباب الجذرية للصراع، الاحتلال والتهجير – والتي كان لدينا تذكير قوي بها في القدس الشرقية والشيخ جراح – والحصار ودورة العنف، هذا الإحساس بالحياة الطبيعية ما هو سوى سراب حتى الصراع القادم".