أفلحت وساطة مصرية فعالة في ترتيب وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وقوات الاحتلال الإسرائيلي، والتزم الطرفان بالهدنة منذ موعد سريانها عند الساعة الثانية صباح الجمعة بتوقيت القدس، فيما وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بإرسال وفدين أمنيين إلى الأراضي الفلسطينية وإسرائيل للعمل على تثبيت وقف إطلاق النار.
وذكرت إذاعة "دويتشه فيله" الألمانية أن ترتيب وقف إطلاق النار في غزة نجاح مصري فيما فشلت فيه قوى العالم الكبرى والمنظمات الدولية، إذ لم تسفر وساطات وضغوط الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي عن إقناع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بقبول التهدئة.
وأوضحت الإذاعة أن الولايات المتحدة أعاقت عدة محاولات لإصدار بيان عن مجلس الأمن يدعو إلى وقف القتال وخفض التصعيد بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، وقالت المندوبة الأمريكية لدى الولايات المتحدة ليندا توماس جرينفيلد في 17 مايو "لا نعتقد أن صدور بيان علني في هذا التوقيت سيساهم في خفض التصعيد.
ومن جانب آخر، أجرى الرئيس الأمريكي جو بايدن عدة مكالمات هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، دعا فيها إلى التعجيل بوقف العملية العسكرية في قطاع غزة، كما أرسلت وزارة الخارجية الأمريكية نائب مساعد وزير الخارجية للشئون الإسرائيلية والفلسطينية هادي عمرو مبعوثًا إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة لبحث إمكانيات التهدئة، ولكن دون جدوى.
وأضافت الإذاعة أن الاتحاد الأوروبي من جانبه لا يتبع استراتيجية محددة تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهو يركز معظم جهوده في هذا الصدد على المجال الاقتصادي، حيث يعد الاتحاد أكبر مانح للمساعدات للسلطة الفلسطينية، لكنه لم يلعب دور وساطة حتى الآن في تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والسبب في ذلك هو تناقض المواقف بين الدول الأعضاء بالاتحاد المتحيزة لإسرائيل وتلك التي تتبنى موقفًا أكثر تعاطفًا مع الفلسطينيين.
أما اللجنة الرباعية الدولية، المشكلة عام 2002 والمؤلفة من ممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا، فهي تواجه بدورها مشكلة تناقض المواقف بين الأطراف الممثلة فيها، والتي تعرقل بلورة موقف موحد تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتعيق بالتالي فعالية أي وساطة للجنة في جولات التصعيد بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، حيّز التنفيذ في تمام الساعة الثانية من فجر اليوم الجمعة، بعد وساطة مصرية ناجحة بعد 11 يوما من بدء العدوان على القطاع.
وبتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وصل وفدان أمنيان مصريان إلى المناطق الفلسطينية وإسرائيل لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار على قطاع غزة.
وطالب الوفدان المصريان بقطاع غزة وإسرائيل، الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بأهمية الالتزام بتنفيذ اتفاق القاهرة لوقف إطلاق النار، كما بدأ الوفد المصري بقطاع غزة مباحثات تثبيت وقف إطلاق النار مع الفصائل الفلسطينية.