أكد سامح شكري وزير الخارجية أن القضية الفلسطينية من أولويات القيادة والحكومة والشعب المصري، مشيرا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان مطلعا بشكل وثيق حول كل هذه التطورات وتهمه على المستوي الشخصي، ودائما مصر تقف بجوار اشقائها الفلسطينيين وقدمت تضحيات كبيرة وستظل تقف بجانبهم.
وقال شكري ـ في مداخلة هاتفية مع قناة "إم بي سي" الفضائية لبرنامج الحكاية مع الإعلامي عمرو أديب مساء اليوم الجمعة، إن القيادة المصرية ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي تولي هذه القضية أهمية وأولوية كبيرة وكان مطلعا علي كل التفاصيل الخاصة بالجهود المبذولة والاتصالات التى تمت حتي تم تحقيق المصالحة ووقف اطلاق النار.
وأشار إلى أنه منذ اندلاع التوتر، الذى حدث في القدس وما تبع ذلك من تصعيد للعمليات العسكرية كان دائما الحرص المصري هو مرتبط بمصلحة الشعب الفلسطيني وإعفاءه من أي أضرار تلحق به سواء تتعلق بقضية القدس والحفاظ على هويتها العربية ومنع أي اعتداءات على المقدسات "المسجد الأقصي" وأي مقدسات إسلامية أو مسيحية في مدينة القدس والحفاظ على الوضع القائم والوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة والتحذير من تداعيات التصعيد واتخاذ إجراءات تؤجج الوضع، والتي أدت بالفعل إلى المزيد من التصعيد والذي كان من الممكن اتساع رقعته.
وأوضح أن الشعب الفلسطيني الشقيق وإخواتنا في غزة تعرضوا لأعمال عسكرية لها تأثير بالغ على غزة وقطاعها وشعبها وكانت مصر تعمل منذ اللحظات الأولى على احتواء ذلك الأمر وإعفاء الشعب الفلسطيني في غزة من ويلات الأعمال العسكرية والوصول إلى وقف إطلاق النار.
وأشار إلى أن أجهزة الأمن المصرية في المخابرات العامة كانت في مقدمة السعي والتواصل مع الطرفين في حماس وإسرائيل، بالإضافة إلى بقية مؤسسات الدولة على المستوى السياسي والصحي قامت برصد كل الأحداث، وتم احتواء الأمر ولم تتسع رقعة المواجهة والآن نستطيع أن نركز على الوفاء باحتياجات أخواتنا في غزة في المقام الأول.
وحول الحفاظ على الهدنة بين الطرفين وارسال وفدين من مصر، قال شكري: "نحن نتعامل مع الأمر بحذر واهتمام، والوفدان الأمنيان الغرض من زيارتهما تثبيت الهدنة للحديث مع الطرفين ووضع الإجراءات التى تحفظ عدم حدوث أي شيء يؤثر على الهدنة، كاشفا عن الحديث الذى دار بينه وبين وزير الخارجية الإسرائيلي كان ينبئ بأن هناك اهتماما من قبل اسرائيل للحفاظ عن الهدنة والحديث عن أهمية تدعيم الهدنة وعدم خرقها.
وعن خارطة الطريق من قبل مصر والمفاوضات القادمة كيف يراها الجانب الإسرائيلي، قال شكري إن العملية السياسية وحل الدولتين وحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة هو الأمر الذى يعفي المنطقة من هذا التوتر وهذه الأعمال، ومن ثم ضرورة أن يعود المجتمع الدولي والشركاء الدوليين وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية بدورها المركزي في انها تهتم باعادة اطلاق المفاوضات المباشرة بين السلطة الوطنية الفلسطينية واسرائيل من أجل تحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها اقامة الدولة الفلسطينية وحل الدولتين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهذا شيء مسلم به ونعمل عليه، وتم التطرق خلال الحديث مع الوزير الإسرائيلي الى اهمية ذلك.
وحول المكالمة بين الرئيسيين السيسي ونظيره الأمريكي جو بايدن هل كسرت الجليد بين الطرفين، نفى وزير الخارجية سامح شكري أن يكون هناك أصلا علاقات جليدية بين الدوليتين وهناك علاقات مصرية أمريكية يصفها الجانبان بالاستراتيجية والإدارة جديدة كان لها أولويات عديدة على الساحة الداخلية، ولكن الاتصالات بين الأجهزة في الدولتين مستمرة خلال الفترة السابقة وتوجت بالحديث الهاتفي بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي جو بايدن وأتي ذلك اتصالا بقضية تهم البلدين وكان الدور المصري بها بارزا وكان هناك تقدير لهذا الدور من الرئيس الأمريكي بايدن ومن كافة الدول التى عبرت عن ذلك.
وعن تداول أخبار أن مصر قد تدعو الى مفاوضات فلسطينية اسرائيلية على الأرض المصرية، قال شكري إننا نتشاور مع الطرفين والشركاء الدوليين وطبعا هناك الرباعية الدولية والأطر المختلفة، ولا يستغرب ذلك لأن مصر طالما استضافت على اراضيها ويسرت المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية فهذا وارد جدا أن يحدث مستقبلا، ولكن في الوقت الراهن نحن نركز على تثبيت الهدنة وفتح قنوات التواصل مع الجانبين وأيضا مع الشركاء الدوليين من أجل هدف واضح أمامنا هو استئناف العملية التفاوضية والوصول الى نتيجة لها، فنحن في مفاوضات لسنوات طويلة ولكن لم تسفر عن النتيجة المرجوة، واتصور ان الأحداث الحالية وقدر المعاناة تحتم أن يعي كل الأطراف بأن المصلحة لهما وللمنطقة هي ضرورة التوصل الى حل نهائي وشامل وعادل للقضية الفلسطينية، تؤدي الى اقامة الدولة وتفعيل حل الدولتين.
وبشأن حي الشيخ جراح والاعتداء على أهل القدس في المسجد الأقصي والذى كان السبب في تلك الأحداث، قال شكري إن تدخل وتواصل وسعي مصر منذ العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم، كانت تحذر من ضرورة الكف عن اتخاذ أي أعمال استفزازية تزيد سواء من حيازة المساكن الفلسطينية في القدس أو مزيد من الاستيطان أو الاعتداء على المقدسات الاسلامية والمصلين خلال الشهر الكريم، مشيرا إلى أن هذه الأعمال كانت الشرارة التى أدت الى التصعيد في التوتر والأعمال العسكرية فهي قضايا لابد من تناولها وان يكون هناك وعي كامل والكف من قبل اسرائيل عن أي اجراءات استفزازية من شأنها أن تساعد على التوتر مرة أخرى، مشيرا إلى ان الهدنة اتت لتهدئة الأوضاع وبالتالي الكل عليه مسئولية أن تستمر هذه التهدئة ولا يتخذ أي اجراءات من شأنها تصعيد التوتر أو الاعتداء أو اتخاذ اجراءات منفردة تزيد من التهاب الموقف.