لا يؤثر ارتفاع ضغط الدم على صحة قلبك فحسب، بل يؤثر أيضًا على صحة دماغك، حيث تربط دراسة ارتفاع ضغط الدم بالخرف.
تشير دراسة من معهد جورج للصحة العالمية إلى أن ضغط الدم المنخفض والمرتفع مرتبطان بزيادة خطر الإصابة بالخرف لدى الرجال، ولكن بالنسبة للنساء، زاد خطر الإصابة بالخرف مع ارتفاع ضغط الدم.
وقالت المؤلفة الرئيسية جيسيكا غونغ إنه بينما كانت هناك حاجة إلى مزيد من البحث للتحقق من هذه النتائج ، فقد يشيرون إلى طرق أفضل لإدارة المخاطر.
وأضافت: "تشير نتائجنا إلى أن اتباع نهج أكثر تفصيلاً في علاج ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يكون أكثر فعالية في الوقاية من حالات الخرف في المستقبل".
ما هو الخرف؟
يتحول الخرف بسرعة إلى وباء عالمي، ويؤثر حاليًا على ما يقدر بنحو 50 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا ثلاث مرات بحلول عام 2050 - مدفوعًا بشكل أساسي بشيخوخة السكان.
من المعروف أن معدلات الخرف والوفيات المرتبطة به أعلى لدى النساء منها عند الرجال.
أفضل وصف للخرف هو التدهور المعرفي، مع ظهور أعراض واضحة تشمل تدهور التفكير والذاكرة والقدرة على أداء المهام اليومية.
يصر الخبراء على أن الخرف ليس جزءًا لا يتجزأ من عملية الشيخوخة الطبيعية.
في ظل عدم وجود اختراقات كبيرة في علاج الخرف، كان التركيز على الحد من مخاطر الإصابة بالمرض ويتم التعرف بشكل متزايد على عوامل الخطر القلبية الوعائية كمساهمين في أنواع مختلفة من الخرف.
لفحص الفروق بين الجنسين في عوامل الخطر الرئيسية للقلب والأوعية الدموية للخرف، استخدم باحثو معهد جورج البنك الحيوي في المملكة المتحدة، وهو قاعدة بيانات طبية حيوية واسعة النطاق جندت 502489 بريطانيًا تتراوح أعمارهم بين 40-69 عامًا (خالية من الخرف عند بدء الدراسة) بين عامي 2006 و2010.
عوامل الخطر للخرف
وجد الباحثون أن حالة التدخين الحالية، والسكري، والمستويات العالية من الدهون في الجسم، والإصابة بسكتة دماغية سابقة، والحالة الاجتماعية والاقتصادية المنخفضة، كلها مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالخرف بدرجة مماثلة لدى النساء والرجال.
ولكن فيما يتعلق بضغط الدم، كانت العلاقة مع خطر الإصابة بالخرف بين الجنسين مختلفة، على الرغم من أن سبب ذلك لم يكن واضحًا، اقترح المؤلفون بعض التفسيرات المحتملة.
وقالت السيدة غونغ: "الاختلافات البيولوجية بين النساء والرجال قد تكون مسئولة عن الفروق بين الجنسين التي رأيناها في العلاقة بين ضغط الدم وخطر الإصابة بالخرف".
ولكن قد تكون هناك أيضًا اختلافات في العلاج الطبي لارتفاع ضغط الدم، على سبيل المثال، تقل احتمالية تناول النساء للأدوية على النحو الموصوف من قبل مقدم الرعاية الصحية عن الرجال، وربما يتناولن المزيد من الأدوية ويعانين من المزيد من الآثار الجانبية.
على الرغم من عدم وجود علاجات فعالة للخرف، فإن محاولة تقليل عبء المرض من خلال تشجيع أنماط الحياة الصحية هي الأولوية، وتشير أقوى الأدلة إلى إدارة ضغط الدم.
قال البروفيسور مارك وودوارد، المؤلف المشارك للدراسة: "تشير دراستنا إلى أن اتباع نهج فردي أكثر في علاج ضغط الدم لدى الرجال مقارنة بالنساء قد يؤدي إلى حماية أكبر ضد الإصابة بالخرف".