قال مرصد الأزهر في تقرير له بعنوان "لماذا التصعيد الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في هذا التوقيت؟" : إن الكيان الصهيوني يواصل انتهاكاته الدموية واستغلاله للفرص التي تتاح أمامه لتوجيه ضرباته العسكرية ضد الفلسطينيين العزل، ومما حدث ويحدث يحق لنا بكل يقين القول إن هذا الكيان الغاصب لأراضي الشعب الفلسطيني قد مارس -ولا يزال- الإرهاب بكافة أشكاله منذ أن وطأت قدمه أرض دولة فلسطين.
ومنذ الساعات الأولى في شهر رمضان المبارك والأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة خاصة مدينة القدس تحتدم وتتصاعد؛ حيث عمد الاحتلال الصهيوني إلى التضييق على المصلين في المسجد الأقصى، وذلك بالتزامن مع نظر المحكمة العليا الصهيونية لقضية إخلاء عائلاتٍ فلسطينيةٍ من منازل تقيم بها في حي الشيخ جراح بالقدس لصالح جمعيات استيطانية.
وقد أدّت هذه القضية دورًا كبيرًا في تأجيج التوتر الحالي في المدينة المحتلة؛ إذ شارك نشطاء فلسطينيون وأهالي الحي في احتجاجات متواصلة اعتراضًا على إخلاء منازلهم لصالح تلك الجمعيات الاستيطانية.
ويطرح المرصد تساؤلًا حول هدف حكومة الاحتلال الحقيقي من تصعيد التوتر في الأراضي المحتلة وإلام ترمي بهذا؟! ..
وللإجابة عن هذا التساؤل يجب العودة إلى الأوضاع الداخلية في الكيان الصهيوني. ففي وقت سابق أعلن المستشار القانوني للحكومة - الذي سبق أن رفع تقريره السري للمحكمة يحذّر فيه من مغبّة توتر الأوضاع في الشيخ جراح- رفضه القاطع للتوصل إلى صفقة مع رئيس حكومة الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو، تقضي باعتزاله السياسة مقابل إغلاق الملفات المنظورة في القضاء ضده.
وما يؤكد خطورة الإجراءات الاستفزازية التي اتخذها الكيان المحتل منذ بداية شهر رمضان، ما ذكر في مقال لمراسلة صحيفة "الإندبندنت" أونلاين في الشرق الأوسط "بيل ترو" الذي جاء بعنوان: "القدس على حافة الهاوية منذ أسابيع.. إليكم السبب"، لفتت المراسلة إلى أن تفاقم الأوضاع في القدس جاء بقرار من سلطات الاحتلال خلال شهر رمضان، معتبرة ذلك القرار بمثابة "القشة التي قصمت ظهر البعير". كما رأت "بيل ترو" أن القرار الخاص بإخلاء حي الشيخ جراح يرقى إلى جرائم حرب وفقًا للأمم المتحدة في حين تصفه الخارجية الصهيونية بـ"نزاع عقاري خاص".
ويرى مرصد الأزهر أن إصرار رئيس وزراء الاحتلال على المضي قدمًا في خططه الدموية يتطلب تدخلاً دوليًا قويًا لإجباره على التراجع عن ذلك؛ حفاظًا على أرواح الفلسطينيين العزّل سواءً في قطاع غزة أو في الأراضي المحتلة كافة؛ خاصة مع قيام عصابات المستوطنين المتطرفين بمساعدة قوات الاحتلال للنيل من الفلسطينيين داخل منازلهم وظهور مقاطع مصورة توضح تحركاتهم الأخيرة ضد كل من هو فلسطيني عمدًا؛ لذا فإن بيانات الشجب والإدانة لا تكفي وحدها لوقف نزيف الدماء الذي يتزايد يومًا بعد آخر في دولة فلسطين.