EN
وصل الإعصار القوي "تاوكتا" إلى اليابسة في ولاية جوجارات الهندية في وقت متأخر من يوم الاثنين بعد أن اجتاز بحر العرب في المحيط الهندي، وتسبب في فقد أكثرمن 90 شخصا بعد غرق "بارجة" بالقرب من ساحل مدينة مومباي الهندية.
فيما تم احتجاز حوالي 700 شخص في البحر في أعقاب إعصار تاوكتا، الذي ضرب الساحل الغربي للهند، وهو يعادل إعصارًا من الفئة الثالثة وتقول التقارير إنه قد يكون الأكبر الذي يضرب غرب الهند منذ ثلاثة عقود.
ويرصد "صدى البلد" العديد من الحقائق حول سبب تطور الأعاصير القوية في المنطقة:
- ما هو الإعصار المداري؟
الأعاصير هي أنظمة منخفضة الضغط تتشكل فوق المياه الاستوائية الدافئة، مع رياح شديدة القوة بالقرب من المركز، ويمكن أن تمتد الرياح مئات الكيلومترات من مصدر العاصفة.
وتمتص كميات هائلة من المياه ، والتي تؤدي غالبًا إلى هطول أمطار غزيرة وفيضانات تؤدي إلى خسائر في الأرواح والممتلكات، وتُعرف أيضًا باسم الأعاصير أو العواصف، وفقا للمكان الذي نشأت فيه في العالم، وتعد الأعاصير المدارية واحدة من أقوى كوارث الطقس على الأرض ، وفقًا لوكالة ناسا.
- لماذا تتأثر بتغير المناخ؟
تمتص المحيطات أكثر من 90% من الحرارة الناتجة عن غازات الاحتباس الحراري، مما يؤدي إلى ارتفاع درجات حرارة المياه، ووفقا لموقع "تايمز أوف إنديا" يقول الخبراء إنه نظرًا لأن الأعاصير تستمد طاقتها من المياه الدافئة ، فإن ارتفاع درجات الحرارة يتسبب في زيادة انتشار العواصف الشديدة.
وصرح عالم المناخ روكسي ماثيو كول من المعهد الهندي للأرصاد الجوية الاستوائية:"ما يحدث الآن .. درجات الحرارة ترتفع بسرعة في بحر العرب وسطح المحيط.. ويمكن أن يؤدي ارتفاع مستوى سطح البحر أيضًا إلى زيادة العواصف الناتجة عن الأعاصير، مما يجعلها أكثر تدميرًا.
- لماذا تتركز العواصف في بحر العرب؟
يقول العلماء ، تاريخيًا ، إنه كان يحدث حوالي إعصارين أو ثلاثة أعاصير في بحر العرب، وكانت ضعيفة على مدار العام، وكان قد شهد بحر العرب في السابق عددًا أقل من الأعاصير الشديدة من خليج البنغال قبالة الساحل الشرقي للهند.
لكنهم قالوا إن ارتفاع درجات حرارة المياه بسبب الاحتباس الحراري يغير الوضع، خاصة أن هذه هي المرة الأولى التي تشهد فيها الهند إعصارا قويا منذ بدء تسجيلات الأقمار الصناعية في عام 1980 في الهند التي شهدت 4 سنوات متتالية من الأعاصير التي سبقت الرياح الموسمية في بحر العرب.
ويعد بحر العرب أحد أسرع المناطق ارتفاعًا في درجات الحرارة عبر المحيطات العالمية،وكانت الأعاصير نادرة نسبيًا في ولاية جوجارات، لكنها يمكن أن تكون مدمرة وخطيرة، وكان الأسوأ في عام 1998 عندما توفي أكثر من 4000 شخص.
ما الذي يجعلها أكثر تدميرا ؟
يمكن أن تتحول الأعاصير لتصبح عواصف كارثية، وتتسبب في فيضانات شبيهة بأمواج التسونامي - عندما تصل إلى اليابسة، ويمكن أن تكون الجزء الأكثر فتكًا في الإعصار وتتأثر جزئيًا فقط بسرعات الرياح.
وتتحرك العواصف الكبيرة أسرع من الإعصار، ويتم رصدها أحيانًا لمسافة تصل إلى 1000 كيلومتر قبل حدوث عاصفة كبرى، ويمكن أن تمتد الزيادة لعشرات الكيلومترات في الداخل، مما يؤدي إلى إغراق المنازل وجعل الطرق غير سالكة، وتتشكل موجة العاصفة من خلال عدد من العوامل المختلفة، بما في ذلك شدة العاصفة والسرعة الأمامية وحجم العاصفة وزاوية الاقتراب من الساحل.
وهو الوضع نفسه بالنسبة إلى إعصار هايان الخارق لعام 2013، الذي خلف 7350 قتيلًا أو مفقودًا في وسط الفلبين ، أما إعصار الهند الحالي، من المحتمل أن تغمر العاصفة ما يصل إلى أربعة أمتار على بعض المناطق الساحلية في ولاية جوجارات.
