الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

موقف السيسي "الصقر" من قطاع غزة!

الأحداث الأخيرة التي اندلعت من حي الشيخ جراح بالقدس، كانت شرارة لتجديد روح العروبة في نفوس وقلوب العرب... القضية الفلسطينية لم تغب شمسها عن العرب، كما ظن جنود الاحتلال، باتفاقيات التطبيع، التي ازدادت حركتها في الشهور الأخيرة، بين إسرائيل وبعض الدول العربية.
مع الأسف، ظنَّت إسرائيل أنها امتلكت العرب وأنستهم القضية الفلسطينية، بمجرد تلك الاتفاقيات، لكن هيهات سنظل هكذا معهم، حتى تعود الأمور إلى نصابها الحقيقي.
نحن المصريون، لدينا اتفاقية مع إسرائيل، منذ عام 1979، لكننا أبداً لم نقم بتطبيع فعلي أو نفسي مع هؤلاء الأعداء.. ولا أعتقد أن نسورنا أو صقورنا أغمضت عيونها لهم يوماً.. فنحن جنود الحمى والحصن المنيع.
أمر الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس الأحد، بفتح مستشفيات البلاد أمام الجرحى الفلسطينيين الذين تمت إصابتهم بضربات إسرائيل على قطاع غزة.
وأوضحت التقارير أن الإجراءات الجديدة تشمل "فتح المستشفيات المصرية لاستقبال جرحى الغارات الإسرائيلية من قطاع غزة".
وسبق أن فتحت السلطات المصرية يوم الجمعة الماضي، معبر رفح أمام الجرحى في قطاع غزة مع التوجه لمستشفيات سيناء والاستعداد لاستقبالهم.
التصعيد الأخير للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي بدأ بمحاولة تهجير ممنهجة جَرَت في حي الشيخ جراح بالقدس. 
وفي كلمة ألقاها أمس الأحد، وزير الخارجية سامح شكري، أثناء جلسة طارئة عقدها مجلس الأمن الدولي عبر تقنية "الفيديو كونفرانس" لمناقشة التصعيد الأخير للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أشار شكري إلى أن أوضاع جاءت نتيجة لما وصفه بتراجع جهود السلام في الفترات الماضية.

ويشهد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي منذ 8 مايو تصعيداً بدأ باندلاع اشتباكات في منطقة الحرم القدسي الشريف وحي الشيخ جراح في القدس، حيث تُنَّفِذْ إسرائيل إجراءات لطرد عائلات فلسطينية بأكملها من منازلها، كما تعدت على الأبراج السكنية والمدنية في قطاع غزة.
وكانت القوات الإسرائيلية قد بدأت يوم الاثنين، حملة قصف واسعة على غزة، قالت إنها استهدفت مئات الأهداف لحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، بينما أعلنت السلطات الصحية الفلسطينية في القطاع عن مقتل أكثر من 188 فلسطينياً حتى الآن، بينهم 55 طفلاً، إضافةً إلى نحو 1230 جريحاً، بينما قتل العشرات باشتباكات في الضفة الغربية والقدس.
هذا وقد شنَّت الفصائل الفلسطينية ضربات صاروخية مكثفة على منشآت حيوية في إسرائيل، بينها مطارات، وبالرغم من اعتراض معظم الصواريخ، إلا أنَّ الهجمات أسفرت عن مقتل 10 إسرائيليين وإصابة 50 آخرين.
السلام العادل والدائم خيار استراتيجي وضرورة إقليمية ودولية مُلِّحة، لكن السلام لا يتحقق ببناء المستوطنات التي تقوم على أساس حل الدولتين وخرق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، كما أنه لا يتحقق بهدم منازل الفلسطينيين وتهجيرهم من بيوتهم.
السلام لا يتحقق بمحاولات تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم في المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة، وبالاعتداء على المسجد الأقصى المبارك، الحرم القدسي الشريف الذي يشكل بكامل مساحته، مكان عبادة خالصاً للمسلمين.
لا أستطيع فهم هذه العنترية الرعناء من قبل إسرائيل.. فمثل هذه الممارسات الإسرائيلية المستمرة والسياسات المعادية للفلسطينيين، والتي لم تقتصر على عمليات التهجير الجبرية وتوسيع الأنشطة الاستيطانية في الأراضي المحتلة بالضفة الغربية والقدس الشرقية، بل وصلت إلى حد انتهاك حرمات بيوت الله، في شهر رمضان الكريم ومنع المصلين من دخول المسجد الأقصى "الذي باركنا حوله" والاعتداء عليهم بداخل الحرم القدسي، إضافةً إلى منع سلطات الاحتلال المصلين المسيحيين، من الدخول إلى كنيسة القيامة والاعتداء عليهم.. مثل هذه التصرفات، ستُعَجِّل بنهاية إسرائيل قريباً.
من قلبي: على إسرائيل أن تستوعب الدرس، أنه لا يمكن تحقيق سلام في الشرق الأوسط، دون حل عادل وشامل  للقضية الفلسطينية.. بل وتتحمل إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، مسؤولية الأوضاع الخطيرة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكل ما تسبب من عنف وقتل ودمار!!

من كل قلبي: القدس ومقدساتها خط أحمر، ويشكل العبث بها لعباً بالنار واستفزازاً لمشاعر ليس فقط العرب، بل نحو ملياري مسلم، وعلى إسرائيل أن تتحمل مسؤولية احترام الوضع القدسي في مدينة السلام ومقدساتها.. وإلا على إسرائيل تحمل العواقب الوخيمة.

 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط