قلّة ممارسة الرياضة ترتبط بزيادة درجة حدّة الإصابة بفيروس كورونا
وبالتالي خطر الوفاة منه. وفق ما أظهرت دراسة أجريت على نحو 50 ألف مريض، تبين أن الذين كانوا غير نشيطين بدنياً لمدة عامين على الأقل قبل الوباء كانوا عند إصابتهم بالفيروس أكثر عرضة لدخول المستشفى وللبقاء تحت العناية المركزة وبالتالي للوفاة بسبب كوفيد-19 .
الخمول البدني أهم عامل خطر بالمقارنة مع عوامل الخطر الأخرى كالتدخين والسمنة وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية أو السرطان. النشاط البدني يساهم في تعزيز المناعة ومقاومة الأمراض.بعد مراعاة الاختلافات بسبب العمر والعرق والأمراض المصاحبة ، تبيّن أن الأشخاص الخاملين من المصابين كانوا أكثر عرضة للإدخال إلى المستشفى بأكثر من الضعف مقارنة بالأكثر نشاطاً، و كما كانوا أكثر عرضة بنسبة 73% للحاجة إلى الإنعاش و2,5 مرة أكثر عرضة للوفاة بسبب كوفيد-19.
الشخص الرياضي يحصل على كمية أكبر من الأكسجين مقارنة بالشخص العادي . تحتاج كل خلية في الجسم إلى الأكسجين لإكمال عمليات التمثيل الغذائي التي تعطي الحياة.الأكسجين ضرورى لخلايا المناعة و عدو لدود للفيروسات. يمكن أن يؤدي انخفاض مستويات الأكسجين في الأنسجة إلى كبت الاستجابة المناعية.
ترتبط الالتهابات بشكل عام بمستويات الأكسجين ؛ غالبًا ما يصاحب الالتهاب نقص الأكسجة ، ويمكن أن يتسبب نقص الأكسجة نفسه في حدوث التهاب . العديد من الأنسجة الملتهبة المختلفة تحتوي على مستويات أقل من مستويات الأكسجين الطبيعية.
العضلات لها دور فى مناعة الجسم، فهى توفر الطاقة لجميع أجهزة الجسم شاملة الجهاز لمناعى ، كما تفرز الخلايا العضلية مجموعة من الوسائط الكيمائية العضلية تفيد فى عمليات التواصل بين الخلايا و تنسيق و تنظيم وظائف الكثير من أجهزة الجسم كجهاز المناعة و المخ والكبد والدهون والبنكرياس ، ومع أنها تفرز بتركيزات قليلة جداً ، لكنها أساسية للصحة والمناعة . تفرز العضلات الهيكلية 635 مادة كيمائية منها 35 عاملًا للنمو . الحركة بركة وقوة و صحة و مناعة.
التمارين الرياضية المنتظمة تعزز مستويات الخلايا المناعية. التمارين الرياضية التي تركز على بناء القوة الجسدية، تحافظ على العضلات واللياقة البدنية مع التقدم في العمر و الحفاظ على الوزن، وتزيد من مفردات الجهاز المناعى ، مثل الخلايا القاتلة التي تقاوم العدوى. ممارسة تمارين اللياقة البدنية تقلل من خطر الإصابة بالنوبة القلبية.
الخمول البدنى مشكلة صحية عامة تؤثر على الصحة العامة و هو قاسم مشترك فى أمراض العصر ،و هو السبب الرابع للوفاة فى العالم . قلة الحركة تسبب زيادة فى نمط الحياة الكسول الذى يتميز بالجلوس أكثر من خمس ساعات يومياً ، و زيادة الوزن ، و ضعف البنية .
النشاط البدني هو الحركة التى تؤديها العضلات الهيكلية و تتطلّب إنفاق كمية من الطاقة. التمارين الرياضية ليست هى الحل ، التمرين الرياضى يمثّل فرعًا من النشاط البدني ، وهو نشاط بدنى منظم ومنسق ومتكرر. يشمل النشاط البدني التمارين الرياضية و الأنشطة الأخرى التى تشمل الحركات البدنية كاللعب و العمل و التنقل النشط و الأشغال المنزلية و الأنشطة الترفيهية .
من أسباب الخمول البدنى التحضر السريع بدون إعداد ، و الازدحام ، و تكدّس السكان ، و كثافة حركة المرور ، و تدني جودة الهواء ، و نقص الرئة الخضراء للكوكب ، و التوتر.
أفضل الأوقات لممارسة الرياضة هي الفترة مابين الغذاء والعشاء ، لأن درجة حرارة الجسم والعضلات في هذا الوقت تصل إلي أعلي معدل لها خلال اليوم، كما أن قوة التحمل ومرونة العضلات تكون في أعلي معدل لها مما يقلل من التعب واجهاد العضلات. يفضل تثبيت مواعيد ممارسة الرياضة عند الطفال حتي لا يتأثر التمثيل الغذائي للطفل ، يفضل تجنب ممارسة الرياضة في الصباح الباكر لانخفاض درجة حرارة الجسم في هذا الوقت .
ينبغي أن يزاول الأطفال النشاط البدنى حوالى 60 دقيقة على الأقل يوميًا ، و يفضل أن يكون أغلب النشاط البدني اليومي فى الهواء الطلق. ينبغي للبالغين زيادة فترة ممارسة النشاط البدني الهوائي على ألا تقل عن 300 دقيقة فى الأسبوع و 150 دقيقة فى الأسبوع للمسنين ، و ممارسة التمرينات الهوائية في نوبات مدة كل منها 10 دقائق على الأقل يوميًا ، و ممارسة أنشطة تقوية العضلات التي تشمل المجموعات العضلية الرئيسة لمدة يومين أو أكثر في الأسبوع. الرياضة تسهل وظائف المخ و الإدراك .
رياضة المشى تحمى كبار السن من مخاطر السكتة الدماغية. تعزيز النشاط البدنى يقلل من معدلات السكر والربو . مشاهدة التلفزيون لفترات طويلة ترتبط مع زيادة الوزن أو السمنة خلال مراحل الحياة المختلفة من الطفولة ، والمراهقة إلى مرحلة البلوغ .