يعد صيام الستّ من شوّال منحة إلهية للمسلمين، وقد حث النبي - صلى الله عليه وسلم - الأمة الإسلامية على صيام الست من شوال، ورغب فيه فقال -صلّى الله عليه وسلّم-: “مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ”، لأن صيام شهر رمضان ثوابه ثواب صيام عشرة أشهر، والستة أيام بستين يوماً فهذا تمام العام.
وقت صيام الست من شوال
قال مجمع البحوث الإسلامية إنه يجوز للمسلم أن يبدأ بصيام الست من شوال في اليوم التالي ليوم العيد، ويجوز بعد انقضاء أيام العيد التي يتزاور الناسُ فيها.
وأضاف عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك"، أنه يجوز أيضا جمع صيام الست من شوال مرة واحدة، ويجوز تفريقها على مدار الشهر؛ فالأمر في ذلك واسع ولا حرج فيه.
كيفية صيام ست من شوال
تباينت أقوال الذين استحبواصيام ست من شوالفي كيفية صيامها، ففيه ثلاثة أقوال في هذه المسألة:أحدها: أنه يستحب صيامها من أول الشهر متتابعة بعد يوم عيد الفطر،وهو قول الشافعي وابن المبارك وغيرهما، وحجة أصحاب هذا القول أنّ اتصالها بيوم العيد أفضل من عدم اتصالها به، وعلة الأفضلية: أن المبادرة في العبادة فيه من الفضائل ما لا يخفى، ولِمَا في التأخير من الآفات، ولكن يحصل أصل السنة بصيامها متتابعة، أو متفرقة في جميع الشهر.
وثانيها: أنه لا فرق بين أن يتابعها أو يفرقها من الشهر كله، فكلاهما سواء،وهو قول وكيع وأحمد وغيرهما، وحجة أصحاب هذا القول إن الفضيلة تحصل متتابعة ومتفرقة، والصائم بالخيار إن شاء صامها متتابعة، وإن شاء صامها متفرقة، سواء أكان ذلك في بداية الشهر أم في آخره؛ لأن الحديث ورد بها مطلقا بلا تقييد؛ ولأن فضيلتها أنها تصير مع الشهر ستة وثلاثين يوما، والحسنة بعشر أمثالها، فذلك كثلاثمائة وستين يوما وهو السنة كلها.
وثالثها: أنها لا تصام عقب يوم الفطر، بل يتم وصلها بالأيام البيض من شوال، فيصام أيام العاشر والحادي عشر، والثاني عشر من شوال ثم الأيام البيض،وهو قول معمر وعبد الرزاق وعطاء، وغيرهم، وحجة أصحاب هذا الرأي أن الأيام الأولى من شوال هي أيام أكل و شرب، وبما أن الفضيلة تتحصل بصيامها مطلقًا، فالأولى تأخيرها وجمعها مع الأيام البيض؛ لتحصيل فضيلتين: صيام ست من شوال، وصيام الأيام البيض.