ظروف استثنائيةتعيشها مختلف دول العالم حالياً فى زمن إنتشار فيروس كورونا المستجد ، وهو ما كان له من تأثير واضح على كافة مظاهر الإحتفالبسلسلة الأعياد منذ مارس العام الماضى .
وفى محافظة أسوان أقصى الجنوب رصدت عدسة " صدى البلد " إختفاء مظاهر وأجواءالإحتفال بعيد الفطر المبارك بالشوارع والحدائق والمتنزهات وأيضاً بالمقابر والأماكن الترفيهية والرحلات النيلية ، فكل هذه المناطق والمواقع كانت تشهد مظاهر إحتفال متنوعة خلال السنوات السابقة على ظهور جائحة كورونا .
وأقرأ أيضاً:
لكن خلال هذه الأيام تم غلقها بالكامل فى ظل الإجراءات الإحترازية والتدابير الوقائية التىإتخذتهاأجهزة الدولة ممثله فى مجلس الوزراء برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى فى 5 مايو الماضى ، بجانب حزمة من القرارات المماثلة والتى من أبرزها غلق المحلات والكافتيريات والكافيهات وكافة مناطق التجمعات التاسعة مساءً .
وفى هذا الإطار أشار عوض حسن بأننا منذ العام الماضى ونحن كأسرة لم نقم بالإحتفال المعتاد بأعياد الفطر والأضحى وشم النسيم وغيره من مظاهر الإحتفالات ، وذلك نتيجة للإجراءات التىيتم تطبيقها لمواجهة إنتشار فيرسكورونا حيث أنه كان يوجد هناك طقوس وعادات وتقاليد متوارثة يتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل للإحتفال بأيام العيد .
وأشار عوض حسن بأنه كان من أبرز مظاهر الإحتفالالإفطار الجماعى فى أول أيام عيد الفطر المبارك حيث أن فترة الأعياد تمتاز فى أسوان بعادات خاصة ومميزة، فنجد أنه عقب صلاة العيد يقوم المواطنون بزيارة بعضهم البعض لتقديم التهاني بالعيد ،كما أن الاحتفال يبدأ عقب صلاة العيد، وبعد أن يقوم الأهالي بتقديم التهاني لبعضهم البعض، يجتمع جميع أفراد الأسرة من الأطفال والشباب والنساء والرجال ويتوجهون للخيمة أو الجمعية، حيث يقومون بتناول وجبة الإفطار مع بعضهم البعض فى كثير من المناطق ، وغالبية وجبات الإفطار تكون أسماكًا ثم يتناولون بعض المشروبات ، والجميع يحتفلون بالعيد في جو من الألفة والمحبةالإفطار حيث أن تجمعهم فى "الخيمة" أو "المضيفة" يكون على مائدة واحدة بحضور أطفالهم الصغار وتظهر فرحة الأعياد بينهم من خلال تبادل التهنئة وإعطاءالعيدية للأطفال الصغار.
وأكمل بأن هذه العادات والطقوس كانت تهدف إلى لم شمل جميع أبناء القبائل ، لأنهم يجلسون فى مكان واحد يتجمع فيه الحاضر والمغترب لتناول الإفطار سويًا فى أول أيام العيد ، ويتبادلون التهنئة ويتم إزالة المشاحنات والخصومات فى صبيحة ذلك اليوم المبارك ، والدعوة للأموات من أبناء القبيلة الذين كانوا يحرصون على الحضور بينهم .
فيما قال أحمد عبد الستار بأنه كانمن أهم أشكال الإحتفال بعيد الفطر المبارك أكل الفسيخ حيث يعتبر من الأكلات المشهورة لدى الأسر الأسوانية والتى تحرص على الخروج فى هذه المناسبة للتواجد بالحدائق وخاصة فى ظل إرتفاع درجات الحرارة لا سيما المطلة على النيل حيث أن الجزر النيلية وشلالات المياه والمسطحات الخضراء تكسر من حدة الطقس المرتفع ليستمتع المواطنون بأجمل المناظر الخلابةحيث أن هناك الكثير من يقومون بالتوجه إلى المتنزهات والحدائق العامة للاحتفال بالعيد، ويأخذون معهم فى تجمعاتهم الفسيخ الأسوانى المميز بعد أن يتم إعداده بطرق مختلفة، وأيضًا البصل الأخضر والليمون ، ويفترشون الحدائق ويجلسون وسطها في جو تكسوه الفرحة والسعادة بالعيد.
وفي نفس السياق أضافت نجوى محمود بأن كثير من الأسر تفضل الإحتفال بالمنزل وهذا أصبح أمر إجبارى فى ظل إجراءات إغلاق الحدائق والمتنزهات ووقف الرحلات النيلية ومنع التجمعات للتصدى الإيجابى والجاد لمواجهة كورونا ، كما أن توافد أفراد من العائلة والأسر المتواجدينمحافظات أخرى خارج محافظة أسوان قل كثيراً عن الفترات والسنوات السابقة ، لأنه الكثير يحاول قدر المستطاع تجنب الإصابة بفيروس كورونا لما له من أضرار قد تودى إلى الوفاة ، لأنه الشخص المصاب يصيب الكبير والصغير من أفراد عائلته ، وحرصاً على الصحة العامة وسلامة الجميع فقد قلت مثل هذه العادات المتوارثة .
وتابعت نجوى محمود ربنا يزيل الغمة ويرفع الوباء والبلاء لنعود مثلما كنا فى الماضى نحتفل بالأعياد المختلفة فى حرية وسعادة ، وكان أيضاً في سنوات ما قبل كورونا يتوجهمعظم المواطنينإليالإحتفال بالعيد في حديقة فريال التاريخية، والتي تقع على ربوة عالية مطلة على النيل مباشرة، والبعض الآخر يتجه للحديقة النباتية التي تقع وسط النيل ، كما يتجول فى نفس الوقت الأطفال الصغار وهم يحتفلون بالعيد في الحدائق ويستقلون "المراجيح" ومختلف الألعاب الترفيهية التى توجد بالحدائق .