قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن كل شريعةٍ أوحى بها الله إلى كل نبي، تأمرنا أن نحافظ على خمس، سُميت بمقاصد الشريعة أو بالمقاصد العليا وهي: حفظ النفس، وحفظ العقل، وحفظ الدين، وحفظ العِرض الذي نسميه اليوم في أدبياتنا بكرامة الإنسان، وحفظ المِلك أو المال.
وأضاف علي جمعة عبر فيسبوك: وصايا موسى التي ذكرها لبني إسرائيل لا تخرج عن هذه الخمس في الوصايا العشرة، لا تقتل، لا تزني، لا تسرق، لا تعتدي على جارك، لا تؤذي الخلق، لا تفسد هذه البيئة وتلك الأكوان، هذه هي الخمسة التي أخذها بعد ذلك الناس من الدين، وجعلوها نظامًا عامًا يحكم البلاد والعباد حفظ النفس حتى تقوم بكل ما يُكلّفها الله به، حفظ العقل حتى يستطيع الإنسان أن يتلقى من ربه، وأن يفهم عن ربه، وأن يُعمّر كونه، وأن يُزكي نفسه ، وحفظ الدين حتى تستقيم هذه الأمور؛ فالدين حكمة {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}.
وأردف علي جمعة: حفظ كرامة الإنسان فالإنسان مصنوع الرب سبحانه وتعالى فكيف نُهينه؟ وكيف نعذّبه؟ والله يحبه، إن في ذلك عدوانًا على رب العباد، إن في ذلك فسادًا عريضًا في الأرض.
وتابع أن كرامة الإنسان ويُسميها علماء الإسلام من عمق فكرهم العِرض، إذا ما أهنت الإنسان بسبّةٍ أو بقذفةٍ فقد تعرّضت إلى عرضه، والعِرض مفهومٌ واسع يشمل كرامة الإنسان ويزيد، فالتعبير الحديث بكرامة الإنسان تعبيرٌ حقوقي، ولكن العِرض كلمة لها معاني عميقة في الفقه، لها معاني عميقة في مجال الأخلاق، لها معاني عريقة تجعلك حُرّمت عليك الغيبة، والنميمة، والكذب، وشهادة الزور، حتى لا تتعرض إلى أعراض الناس.