EN
شن جون برينان مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، هجوما غير مسبوق وغير متوقع على الكيان الصهيوني بسبب جرائمه التي يرتكبها في حق الفلسطينيين.
وفي مقال له على صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، طلب برينان من الرئيس الأمريكي جو بايدن وضع إقامة دولة فلسطينية في مقدمة أولوياته فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأبدى برينان اندهاشه من وحشية إسرائيل تجاه الفلسطينيين في ظل حديثهم الدائم عن كل ما تعرضوا له كيهود من تاريخ ملئ بالاضطهاد والعنف على رأسه "الهولوكوست"، وقال برينان:"أجد صعوبة في فهم كيف أن إسرائيل باعتبارها أمة من الناس يعانون من ندوب عميقة بسبب تاريخ مليء بالتحيز والاضطهاد الديني والعنف الذي لا يوصف المرتكب ضدهم لن يكون أبطالًا متعاطفين مع أولئك الذين ما زالت حقوقهم وحرياتهم مختصرة".
كانت إشارة برينان عن "أولئك الذين ما زالت حقوقهم وحرياتهم مقيدة" إشارة إلى الفلسطينيين في سعيهم لإقامة دولة.
يعتقد برينان أن "المعاناة الوحشية التي عانى منها اليهود في تاريخهم يجب أن تُترجم إلى تعاطف خاص - أكثر من أي شعب آخر - لاحتضان القضية الفلسطينية".
وقال برينان:"على الرغم من التوترات المنخفضة بشكل حاد بين إسرائيل والعالم العربي، لم يشهد الشعب الفلسطيني نفسه أي تقدم ملموس في سعيه للعيش في دولته ذات السيادة. ساهمت الانقسامات السياسية والقيادة السياسية غير الفعالة للسلطة الفلسطينية في إحباط طموحات الدولة الفلسطينية".
وهاجم برينان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقال إنه يمثل عقبة في سبيل إحلال السلام وحل الدولتين، حيث قاد "التوسع المستمر في المستوطنات في الضفة الغربية. وقد أدى هذا التوسع إلى مزيد من الجدران الخرسانية والحواجز الأمنية ونقاط المراقبة، مما أدى إلى تقليص المساحات التي يمكن للفلسطينيين العيش فيها ورعي قطعانهم ورعاية بساتين الزيتون وحدائق الخضروات دون أن يتعرضوا لتحدي من قبل المحتلين".
وقال:"لسوء الحظ، تجاهلت الولايات المتحدة خلال سنوات (الرئيس السابق دونالد) ترامب المصالح والتطلعات الفلسطينية. نقل ترامب السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس، رافضًا موقف جميع الإدارات الأمريكية السابقة بأنها ستعرض مفاوضات الوضع النهائي بشأن تلك المدينة المتنازع عليها للخطر. لقد قطع بلا عقل التمويل للسلطة الفلسطينية وأنهى مساهماتنا في الأمم المتحدة لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين. في تغيير مرحب به، سمحت إدارة بايدن بالإفراج عن 235 مليون دولار لبرامج إنسانية واقتصادية وتنموية تدعم الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة وأماكن أخرى في المنطقة".
ودعا برينان الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى مشاهدة الفيلم الفلسطيني "الحاضر" الذي يصور معاناة الفلسطينيين اليومية في ظل الاحتلال وقال:"جعلني اندفاعه العاطفي المخيف أفكر في الإحباط الذي يشعر به كل فلسطيني عليه أن يتعايش مع الإجراءات الأمنية الخانقة والقمع السياسي المصاحب للاحتلال العسكري الإسرائيلي لتتآكل إنسانيتهم بشكل مطرد".
وأضاف:"تتعامل إدارة بايدن مع مجموعة مذهلة من المشاكل المحلية والدولية ، لكن السعي الفلسطيني لإقامة الدولة يستحق المشاركة المبكرة من فريق الأمن القومي. على الولايات المتحدة أن تطلب من القادة الإسرائيليين الكف عن البناء الاستيطاني الاستفزازي ونوع الممارسات الأمنية القمعية الموصوفة في (الحاضر)".
