لم تمر الليلة الأخيرة من شهر رمضان إلا ويدوي صوت كوكب الشرق أم كلثوم بجميع المنازل وهي تغني بحنجرتها القوية أغنيتها الشهيرة الراسخة في قلوبنا و أذهاننا قرابة الـ٨٠ عاما " يا ليلة العيد ’آنستينا " .
لم تكن مجرد أغنية ضمن تاريخ أم كلثوم بل تلك الأغنية تحديدا كان لها قصة قديمة وقعت بمحض الصدفة لتهل علينا كوكب الشرق بتلك الكلمات التي تشعرنا بفرحة العيد كل عام .
منذ مايقرب من ٨٤ سنة ، تحديدا عام ١٩٣٧، كانت كوكب الشرق ام كلثوم في طريقها الي مبنى الإذاعة القديم بشارع الشريفين بوسط البلد لتسجل إحدي أغانيها ، واذ هي تصل المبني و تهم بالدخول، كان هناك بائع متجول بالشارع يروج لبضاعته ويقول بصوت عال " يا ليلة العيد آنستينا" ، ليحفز المارة علي شراء بضاعته بأسلوب طريف .
لم تمر جملة البائع على أم كلثوم مرور الكرام ، بل علقت في أذنيها وظلت ترددها وتفكر فيها وشعرت بأنها يمكن تحويلها لأغنية تسكن قلوب محبي كوكب الشرق مثل بقية أغانيها الخالدة.
صعدت أم كلثوم مبني الإذاعة والتقت بـ بيرم التونسي و طلبت منه كتابة أغنية تتضمن تلك الجملة وتكون مطلعها أيضا ، فأعجب بالفكرة وشرع في كتابتها .
القدر لم يمهل بيرم التونسي لاستكمال اغنية يا ليلة العيد، حيث تعرض لأزمة صحية منعته من استكمال كتابتها، لكن أم كلثوم كانت على عجلة من أمرها وطلبت من أحمد رامي استكمال كتابة الأغنية ، وبالفعل أكملها رامي ولحنها زكريا أحمد .
غنت أم كلثوم أغنية يا ليلة العيد في فيلمها دنانير عام ١٩٣٩ لكن رياض السنباطي كان قد أدخل تعديلات علي اللحن حتي خرجت لنا بالشكل النهائي الذي حفظناه من عقود .
وفي١٧ سبتمبر ١٩٤٤ ، أحيت أم كلثوم حفلا بالنادي الأهلي حضره الملك فاروق ، وغنت أم كلثوم أغنية يا ليلة العيد أمام الملك لكنها قررت ادخال بعض التعديلات عليها وكلمات جديدة .
غنت أم كلثوم للملك قائلة :" يا نيلك ميتك سكر وزرعك في الغيطان نور.. يعيش فاروق ويتهنى ونحيي له ليالي العيد".
أعجب الملك فاروق بتلك الأغنية والكلمات الجديدة ، ومنح أم كلثوم في تلك الليلة وسام الكمال ليصبح لقبها صاحبة العصمة.