في حي الشيخ جرّاح بالقدس الشرقية، تبرز الانتفاضة الفلسطينية بصورة جديدة في وجه الاستيطان الاسرائيلي والعدوان الغاشم، يستميت الفلسطينيون للدفاع عن منازلهم وأوطانهم وهويتهم وحقهم في الأرض وحقهم في الحياة بعزة وكرامة.

قصة حي الشيخ جرّاح

حي الشيخ جرّاح، أحد أحياء القدس الشرقية، عاصمة فلسطين، ويُعد من الأحياء العتيقة بالقدس الذي يعود تاريخه إلى مئات السنوات.

ولم تكن واقعة الاستيطان الحالي الأولى من نوعها في هذا الحي، بل إن الحي شهد عام 1948 وقائع تهجير لـ الفلسطينيين منه، قبل أن تصدر قرارات قضائية إسرائيلية بأحقية المواطنين الإسرائيليين في بيوت ومنازل الحي وفقا لوثائق مزعومة من جانب دولة الاحتلال.

وتستند قوات الاحتلال في سعيها للسيطرة على الحي وتهجير أهله منه، إلى ادعاء لجنتي اليهود الأشكناز والسفارديم، بملكية الأراضي التي أقيم عليها الحي لـ جمعيات يهودية.

اعتداء إسرائيلي ومقاومة فلسطينية

وتندلع مواجهات عنيفة بين أهالي حي الشيخ جرّاح من الفلسطينيين، وبين مستوطنين إسرائيليين مسلحين بقوات الاحتلال الإسرائيلي، في محاولة للدفاع عن أراضيهم وبيوتهم التي ولدوا وترعرعوا فيها.

ويقف الفلسطينيون سدّا منيعا أمام محاولات الاقتحام المسلحة للحي والقصف الإسرائيلي المستمر الذي يُخلف ضحايا وإصابات يوميًا.

استشهاد وإصابة العشرات

وزارة الصحة الفلسطينية، أعلنت اليوم الثلاثاء، استشهاد 28 فلسطينيا بينهم 10 أطفال وإصابة 152 آخرين بجراح مختلفة.

واستهدف الطيران الحربى الإسرائيلى منازل وشقق سكنية وممتلكات مدنية في مختلف مدن ومخيمات قطاع غزة، وأغلق الاحتلال معبر كرم أبو سالم التجاري الوحيد فى القطاع، ومعبر بيت حانون شمال القطاع، إضافة إلى إغلاق بحر القطاع أمام الصيادين حتى إشعار آخر.

من هو الشيخ جرّاح ؟

تكثُر الروايات التاريخية عن سر تسمية حي الشيخ جرّاح بهذا الإسم، وحول الشخص الذي سُمي الحي تيمنًا به.

لكن الجرّاح على الأرجح، وحسبما تؤكد معظم الروايات هو الأمير حسام الدين بن شرف الدين عيسى الجراحي، طبيب صلاح الدين الأيوبي، وعرف في ذلك الوقت بالجراح ولما كان صلاح الدين محرر القدس وطبيبه الخاص الذي عمل على مداواته من جراحه سمي الحي تيمنا باسمه قبل نحو 800 عام مضى.