تآكل الجمال العشب ، ولكن في بعض الأحيان قد يضطر إلى أن يأكل أفعى في حالات نادرة ، فيشعر بالعطش الشديد بسبب حرارة السم ، فيقف على الماء لكنه لا يشربه حتى لايسري السم في جسده ويموت ويبقى متحملا الظمأ لثمان ساعات حتى تفرز عينه عصارة الدمع فتخزنه الجمال في (كيس صغير) داخل جفن العين وهو يتكون من حرارة أكل الأفاعي .
هذا الدمع يختلف عن كل الدموع ، حيث جعل الله فيه خاصية طبية ، فقطرة واحدة من هذا الدمع لعلاج لدغات الأفاعي .
ويقول سليمان عياط باحث في التراث السيناوي، انه من المعروف لدى الجميع فإن الطعام الخاص بالإبل هو الأعشاب والنباتات الخضراء. لكن من منا يتوقع أن تكونالأفعى طعامًا لحيوانٍ نباتيّ!! صدق أو لا تصدق.
مربو الجمال يجبرون أنثى الإبل “الناقة” على ابتلاع الأفعى في بعض الأحيان. والسبب هو مرض “الهيام” وهو مرض يصيب الناقة ويجعلها في حالة شديدة الغرابة. هذه الحالة تتمثل بمراقبتها للسماء شروقًا وغروبًا وتستمر هذه الحالة فترة طويلةً إن لم يتم علاجها.
الخطير في هذه الحالة هو أن الناقة تبقى دون طعامٍ أو شرابٍ وهذا ما يسبب ضعفها التدريجي وتراجع قوتها حتى الموت.
هذه الحقيقة المكتشفة اليوم إختزلتها المعرفة والثقافة العربية قبل اثني عشر قرناً ومن خلال التجربه : ( ودمع الإبل ترياق مجرب للدغة الأفعى ) .
وقد أجرت دولة الإمارات العربية المتحدة في الأونة الأخيرة أبحاث طبية ومخبرية حول استخراج ترياق مضاد من لدغات الأفاعي،بمشاركة علماء من دولة الإمارات وبريطانيا وكوستاريكا لإنتاج هذا الترياق المستخرج من دماء الإبل.
ويأمل العلماء ان يصبح الترياق أكثر فعالية من الترياق التقليدي في علاج الذين يتعرضون للدغ الأفاعي السامة..وفي حالة نجاح الترياق الجديد يمكن ان ينقذ آلاف الأفراد خاصة في غرب أفريقيا حيث تعيش أنواع عديدة من الأفاعي السامة وحيث معدل الوفيات بسبب لدغات الأفاعي من بين الأعلى في العالم.
حيث يتم حقن الإبل بجرعات تزيد تدريجيا من سموم الأفاعي فيها لتتكون في أجسامهم مناعة، ثم يستخرجون الأجسام المضادة التي تنتجها أجهزتهم الحيوية، وذلك حقن كمية صغيرة من السم تحت جلود هذه الجمال لتنتج أجساما مضادة".
وأكد العلماء انهم بعد الانتهاء من الأبحاث في دبي، سيتم اجراء ابحاث اخرى وبشكل مكثف ومنتظم في بريطانيا بوحدة اليستر ريد في كلية طب المناطق الحارة في ليفربول. ويقوم العلماء باستخراج السموم التي تستخدم في تكوين المناعة في أجسام الإبل من سموم ثلاثة انواع من الافاعي شديدة السمية.
وعندما علمت فرق الأبحاث في ليفربول وكوستاريكا والإمارات بالسمات التي تنفرد بها الأجسام المضادة المأخوذة من الإبل أجرت دراسة تجريبية على الجمال في اليمن وحيوان اللاما في هولندا،.وأثبتت النتائج الأولية للدراسة ان أجسام تلك الحيوانات تتفاعل مع السموم بنفس درجة الفعالية لأجسام الخيول والأغنام التي يتم حقنها بالسموم.
وبعد تلك النتائج الأولية قرر الباحثون تطوير ترياق خاص لغرب افريقيا فجمعوا سموم عدد من الأفاعي المعروف.
يذكر ان حوالي 120 ألف شخص يلقون حتفهم سنويا بسبب لدغات الأفاعي منها عدد كبير في غرب أفريقيا.
وإذا ما أثبتت التجارب النتائج التي يأمل العلماء في تحقيقها من الأجسام المضادة للجمال يمكن أن يكون الترياق فتحا كبيرا في علاج سموم الأفاعي القاتلة.