أكدت حكومة السودان، اليوم الجمعة، أنها قادرة على إرغام إثيوبيا على عدم المضي قدما في الملء الثاني لخزان سد النهضة دون اتفاق، متهمة إثيوبيا بالسعي لفرض الهيمنة " وتركيع الدول الأخرى".
وقالت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي في مقابلة مع مراسل "بي بي سي" في الخرطوم، إن الخلافات بشأن سد النهضة يمكن حلها خلال ساعات إذا توفرت الإرادة السياسية.
وأوضحت المهدي أن موقف السودان ثابت بضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم وشامل، متهمة إثيوبيا بأنها لا ترغب في ذلك وإنما تسعى لفرض الهيمنة وتركيع الدول الأخرى.
وشددت الوزيرة السودانية على وجود تنسيقا بين السودان ومصر على أعلى المستويات بشأن سد النهضة، مؤكدة أن التنسيق يتم بصورة مستمرة وكبيرة لمنع إثيوبيا من ملء خزان سد النهضة من دون اتفاق.
واستبعدت المهدي أن يتم اللجوء إلى الخيار العسكري إذا استنفدت كل الخيارات المتاحة، مشيرة إلى أن السودان سيواصل التصعيد السياسي والقانوني عبر اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي والتحكيم الدولي.
ووصل المبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي، جيفري فيلتمان، اليوم الجمعة، إلى السودان لبحث أزمة سد النهضة، بحسب كالة الأنباء السودانية (سونا).
وأفادت الوكالة بأن المبعوث الأمريكي وصل اليوم في زيارة رسمية تستغرق يومين إلى الخرطوم، حيث من المقرر أن يجري خلالها مباحثات مع رئيس مجلس السيادة السوداني ورئيس الوزراء ووزيرى الخارجية والرى والموارد المائية حول قضية سد النهضة والتوترات الحدودية بين السودان وإثيوبيا.
وكان فيلتمان زار، الأسبوع الماضي، مصر وإريتريا وأجرى مفاوضات مع كبار المسؤولين في هاتين الدولتين، على رأسهم الرئيسان عبد الفتاح السيسي وأسياس أفورقي.
ويأتي ذلك على خلفية زيادة التوترات حول ملف سد النهضة، بعد إعلان إثيوبيا عزمها بدء المرحلة الثانية من عملية ملئ خزان السد في يوليو المقبل، رغم احتجاجات من قبل مصر والسودان.
وفي وقت سابق، وصفت وزيرة الخارجية السودانية مريم المهدي سد النهضة بأنه بمثابة "سيف مرفوع على رقاب السودانيين"، مؤكدة أن العامل الأساسي في مفاوضات سد النهضة هو مصلحة السودان أولا وأخيرا دون انحياز إلى أي طرف على حساب مصلحة البلاد.