بأفكار متطورة وخطوات غير مسبوقة استطاع طلعت حرب أبو الاقتصاد المصرى من خلالها ترك بصمة خالدة على الحياة الاقتصادية فى مصر مازالت آثارها واضحة ومؤثرة حتى الآن و بالتزامن مع تأسيس بنك مصر منذ 101 عام أطلق "حرب " أول قائمة لأغنياء المصريين فى 1920 التى ضمت عددا من أشهر الأسماء المعروفة فى ذلك الوقت التى أثرت فى الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية.
وسبقت هذه القائمة قوائم مجلة فوربس العالمية والتى تعد الأشهر عالميا فى إحصاء أغنياء العالم وجاءت كالتالى :
الأمير عمر طوسون حفيد والى مصر سعيد باشا ابن محمد على المولود فى الإسكندرية عام 1872 وكانت مصدر ثروته إرث عن أبيه فأدار أملاكه إدارة حسنة، وشغل نفسه بتحسين غلة أرضه وتجويد صنف محاصيلها، ولم تمض سنوات قليلة حتى زادت موارد أملاكه وبلغ من حسن إدارته أن أسند إليه اثنان من أقاربه إدارة شئون أملاكهما.
وكان "طوسون" أكثر أمراءالبيت العلويإحساسا بقضايا بلاده وقربا من الفلاحين فأسقط عنهم ما يثقل كاهلهم من الضرائب وملكهم الأرض الزراعية، وجعل لهم مطلق الحرية في التصرف في زراعتها وبيع حاصلاتها.
وتولى عمر طوسون رئاسةالجمعية الزراعية الملكيةوكانت تعنى بشئون الزراعة في مصر والعمل على نهضتها، وقد أسسها السلطان حسين كامل وتولى رئاستها،ونهض بالجمعية ووسع من دائرة عملها وكان لشغفه بالعلم وحبه للبحث العلمي أثر في توجيه الجمعية فأجريت التجارب على مختلف الأراضي الزراعية وطرق إصلاحها وما يناسبها منالأسمدة، وأنتجت عدة سلالات من القطن والقمح والشعير، وأقيمت لأول مرة في مصر تحت إشرافه تجارب الصرف الجوفي وتأثيره على جذر النبات ونموه.
واهتم طوسون ببحوث الحشرات، وأعلن عن تقديم جائزة مالية قدرها خمسة عشر ألف جنيه لمن يبتكر علاجا لإبادةدودة ورق القطن،وشجع الجمعية على إعداد كميات كبيرة من التقاوي الممتازة للمحاصيل الرئيسية لتوزيعها على المزارعين.
وتوفى طوسون فى عام 1944 وشيعت جنازته بحضور الملك فاروق وكبار رجال الدولة.وجاء الأمير أحمد سيف الدين فى المرتبة الثانية ويطلق عليه المليونير الحافى وهو حفيد أحمد رفعت باشا شقيق الخديو إسماعيل و شقيق الأميرة شيوه كار وكانت ثروته الطائلة سببا فى حبسه فى مصحة نفسية لمدة 25 عاما بالمملكة المتحدة لتكون أمواله تحت تصرف القصر وكان دخله من أملاكه 120 ألف جنيه بينما كان يصل إليه 4000 جنيه فقط وتوفى الأمير عام 1937 عن عمر يناهز الخمسين.
واحتل المرتبة الثالثة الأمير يوسف كمال الأمير يوسف كمالحفيدمحمد علي باشارحالةوجغرافىمصري وهو مؤسسمدرسة الفنون الجميلةفي العام1905وجمعية محبي الفنون الجميلة العام1924وشارك في تأسيسالأكاديمية المصرية للفنون بروما.
كان من أغنى أغنياءمصرفي عصره قدرت ثروته بنحو 10 مليون جنيه و كان يمتلك حوالي 17ألف فدان تدر دخلاً يقدر ب340 ألف جنيه في العام، توفى الأمير عام 1965 عن عمر 83 عاما.
وفى المرتبة الرابعة محمد باشا الشواربي و الذى يعرف باسمه اشهر الشوارع بمنطقة "وسط البلد " ينتمى الى عائلة ثرية عريقة يقال أنها جاءت إلى مصر مع عمرو بن العاص وهي تعج بالباشوات الذين تولوا الكثير من المناصب المختلفة في الدولة وامتلك "الشواربى نحو 4 آلاف فندان.
عين عضوا فى مجلس النواب المصري سنة 1882، ثم عضو فى مجلس الشيوخ وبعدها وكيل للمجلس. ومن أعماله الخيرية انشأ مستشفى قليوب الخيرى .
وفى المرتبة الخامسة جاء محمد البدراوي باشا من أعيان محافظة الغربية والذى امتلكت عائلته نحو تملك أكثر من 36 ألف فدان وكان عضو مجلس إدارة خمس شركات صناعية إضافة إلى أملاكه من الأراضى الزراعية وظل من اغنياء المحروسة حتى وفاته أغسطس 1932، وشيعت من عزبته بناحية درين مركز طلخا.
فى المرتبة السادسة على باشا شعراوى،وهو من اعيان محافظة المنيا و أحد اعضاء المجلس النيابي الأول في عهدالخديوي توفيقوكان هو القائم مقام الخديوي في صعيد مصر بأكمله ، أحد الثلاثة الكبار إلى جانب سعد زغلول وعبدالعزيز فهمى- الذين قابلوا المعتمد البريطانى فى مصر عام 13 نوفمبر 1919 لعرض مطالب البلاد، وهو زوج المناضلة السياسية هدى شعراوى.
وجاء فى المرتبة السابعة محمود سليمان باشا، فقد كان أحد كبار أثرياء الصعيد، وهو ينتمى إلى مدينة ساحل سليم بمركز أبو تيج فى بمحافظة أسيوط. شغل منصب وكيل مجلس شورى القوانين كما اختير رئيسا حزب الأمة لدى إنشائه عام 1907.ومن أبنائه محمد محمود باشا زعيم الأحرار الدستوريين الذى تولى رئاسة أربع حكومات فى مصر.
وفى المرتبة الثامنة كان حبيب باشا السكاكينى صاحب قصر السكاكينى احد اقدم القصور فى مصر ولد عام 1841 وهو رجل أعمال مصري من أصول شامبة هاجرت اسرته إلى مصر في القرن التاسع عشر عندما كان عمره 16 عام ويعد من المقاولين الأثرياء في زمنه و توفى عام 1923 .
و فى المرتبة التاسعة تاتى عائلة سرسق باشا التى عاشت بين بيروت و فلسطين و مصر و اشتغلت بالتجارة و الاعمال الحرة وشيدوا العديد من القصور منها قصر سرسق باشا فى الاسكندرية ، و امتلكت الاسرة اراضى زراعية شاسعة وبدءت صلاتها بالوالى سعيد باشا ثم الخديوى اسماعيل وساهمو بتمويل جزء كبير من نفقات قناة السويس .
وفى المرتبة العاشرة جاء محمود خليل باشا هو سياسى مصرى من الطراز الرفيع حيث كان وزيرا ثم رئيسا لمجلس الشيوخ وذا دور مهم في الحياة الثقافية في مصر والدور البارز الذى لعبه في التبادل الثقافي بين مصر وفرنسا خلال النصف الأول من القرن العشرين الماضي وإعترافا بدوره في هذا المجال حصل على أرفع الأوسمة والنياشين الفرنسية كما كان راعيا للحركة التشكيلية من خلال رئاسته لجمعية محبي الفنون التي إشترك في تأسيسها في عام 1924م مع الأمير يوسف كمال أحد أمراء الأسرة المالكة والذى كان محبا وعاشقا للفنون وكان قد أسس قبل ذلك مدرسة الفنون الجميلة بحي الخرنفش بالقاهرة عام 1908م .
ورث خليل باشا ثروة طائلة ضاعفها في حياته فكان أغنى الأغنياء بما يملك من أرض وسندات وأوراق مالية ونقدية وعرف بحبه للاقتناء اللوحات النادرة.