هات فلوس لادبحك.. أهالي كفر المنفي يروون كواليس ذبح عاطل لوالده

"عيل رابط شعره بفيونكة والناس كانت بتكرهه بسبب تصرفاته".. بهذه الكلمات وصف أهالي شارع الكومي، المتهم بذبح والده عقب اكتشافهم ارتكابه الجريمة.

يوم الأحد الماضي داخل كفر المنفي بمنطقة الهرم خرج الأهالي مسرعين عقب تناول طعام الإفطار مباشرة لسمع صوت صراخ من منزل جارهم ليفاجئوا بنجله الأصغر يلطم خديه أمام المنزل ويردد قائلا: أبويا اتدبح".

قال محمد أحمد من سكان الشارع إن ابن جارهم المجني عليه خرج من الشارع مسرعا إلى المخبز الذي يعمل به في الشارع المجاور وعاد برفقة أصدقائه بعدما اخبرهم بالجريمة وبعدها بوقت قليل حضر صاحب المخبز وعندما علم ما حدث أبلغ الإسعاف وقسم شرطة الهرم وعندما حضرت الإسعاف وشاهدت الجريمة رفضت حمل الجثة لحين وصول الأمن ثم حضر رجال المباحث في فترة قليلة ويتم فرض كردون أمني حول المنزل لمنع أحد من الصعود إلى الشقة.

وأشار الجار أنه لفت انتباههم حضور الابن الأكبر للمجني عليه وتوقفه أمام منزله دون إبداء أي رد فعل، فقط وقف لتدخين السجائر بكل برود ما أثار اندهاش الجميع خاصة مع حالة الابن الآخر الذي كان منهارا بشدة فالفرق كان واضحا في رد فعل الابنين وعلى الرغم من الخلافات الكثيرة المعتادة بين الابن الأكبر والأب المجني عليه إلا أن رد فعله على ذبح والده كان مريب ولاحظ ذلك ضباط المباحث عندما شاهدوه متوقفا يدخن السجائر فاصطحبوه وشقيقه الآخر لسماع أقوالهما.

وعن تلك الأسرة يقول الجار: راجل ومراته وولدين الكبير عنده 28 سنة عاطل عن العمل والصغير 24 سنة شغال في فرن سكنوا في الشارع من حوالي سنتين والأب كان بيشتغل عامل لحد ما مرض وقعد في البيت ومراته بتشتغل في مستشفى وكانت مشاكله مع ابنه الكبير كثيرة بسبب أنه عاطل عن العمل ودائما يتخانق معهم على الفلوس وكان مربي شعره ويربطه بفيونكة وتوكة ودائما جالس في البلكونة ليل نهار ويجرح جيرانه وحرمة بيوتهم، قائلا: “عمري ما شوفت برود كده أبوه مدبوح وواقف بيشرب سيجارة وبياكل لبانة ولا كأن حاجة حصلت”.

واستطرد الجار قائلا: ضابط المباحث أول ما شاور للابن الكبير وقاله تعالي رد عليه وقاله: "من غير تعب ودوشة كتير أنا اللي دبحت أبويا" طبعا كانت صدمة لكل الواقفين حتى الابن الصغير راح ضابط المباحث خده وخرجوا بيه من الشارع على القسم، وكان باقي الظباط في مسرح الجريمة وبيفرغوا كاميرات مراقبة لمحل كاوتش على ناصية الشارع الرئيسي رصدت خروج الابن من البيت بعد قتل أبوه.

وقال الجار إن الابن تشاجر مع والده صباح يوم الأحد مستغلا تواجده بمفرده بعد خروج الأم والابن الأصغر للعمل فقام برطم راسه في الأرض عدة مرات وخنقه بسلك ثم ذبحه من رقبته وخرج من المنزل مسرعا وهو ما رصدته كاميرات المراقبة بالتوقيت حتى عاد الابن الثاني من عمله عقب الإفطار واكتشف الجريمة.

ووجه الجار الشكر لرجال مباحث قسم شرطة الهرم على سرعة استجابتهم والعمل لاكثر من 6 ساعات حتى تم حمل الجثة للمشرحة واصطحاب المتهم للقسم.

بينما قال جار آخر في نفس الشارع إن المتهم ترك المنزل منذ 20 يوما وعاد لطلب نقود من والده وعندما رفض اعطائه المال تشاجر معه وهدده قائلا: "هات فلوس لادبحك" كما أنه اعتاد انفاق والدته عليه واحضارها سجائر له، لبقائه هو دون عمل ولافتعاله المشاكل مع كل صاحب عمل يذهب اليه.

تلقت مديرية أمن الجيزة بلاغًا من شاب يعمل "فرانًا" يفيد فيه بأنه عقب عودته للعمل، اكتشف جثة والده، 61 سنة، مقتولًا داخل الشقة، وانتقلت على الفور قوة من المباحث إلى مكان الواقعة، وتبين أن المجني عليه مصاب بجرح ذبحي في الرقبة نتيجة التعدي عليه بآلة حادة (سكين)، وتبين أيضًا من المناظرة أن الجثة فيها تهشم بالجمجمة من الخلف، نتيجة ارتطامها في الأرض.

بمناقشة المُبلغ، أكد لضباط المباحث أن والده مريض بتليف الكبد ولا يخرج من المنزل، وأنه يقوم برعايته لأن والدته تعمل، ولديه أخ آخر عاطل، تبين اختفاؤه من مسرح الجريمة.

من خلال الفحص والتحري تبين اختفاء الابن الثاني للضحية، وبفحص الكاميرات ومناقشة الشهود، تبين أنه كان يخرج من المنزل مسرعا في وقت معاصر للجريمة وملابسه ملطخة بالدماء، وتم استئذان النيابة العامة، وألقي القبض على المتهم المشتبه فيه واعترف بتفاصيل جريمته المروعة، وأرشد عن سلاح الجريمة، وتم التحفظ عليه.

وذكرت تحريات وتحقيقات المباحث بإشراف اللواء محمد عبد التواب، مدير الإدارة العامة للمباحث، أن المتهم طلب من والده الزواج، إلا أن الأخير رفض بسبب عدم قدرة المتهم على الإنفاق لكونه بدون عمل، فقرر الشاب التخلص من والده، وفر هاربًا.

أمر اللواء رجب عبد العال، مساعد وزير الداخلية مدير أمن الجيزة، بتحرير المحضر اللازم وإحالته للنيابة العامة التي باشرت التحقيقات، وأمرت بندب الطب الشرعي لتشريح جثة المجني عليه لبيان أسباب الوفاة، وطلبت تحريات المباحث النهائية حول الواقعة، كما أمرت باستدعاء ابن المجني عليه الذي أبلغ عن الواقعة وعدد من الجيران شهود العيان الذين رأوا المتهم أثناء هروبه من المنزل لسماع أقوالهم.