يحتفلالمصريون اليوم 3 مايو بـ "شم النسيم"، والذي اعتادت الأسرة المصرية فيه، القيام بكثير من النشاطات في إطار السياقات الاجتماعية والعائلية، سواء في المنزل أو المتنزهات وغيرها، ولكن ستقل تلك النشاطات الخارجية بسبب ظروف جائحة "كورونا" الحالية، ولكن تبقى الموروثات والأنشطة ثابتة، وأبرزها "تلوين البيض" كنوع من أنواع البهجة والفرح، وكذلك تناول الأسماك المملحة أبرزها "الفسيخ – الرنجة".
خطورة كبيرة على الصائمين بسبب "الفسيخ"
وفي هذا السياق حذر الدكتور هشام الخياط، أستاذ الكبد والجهاز الهضمي، من تناول الأسماك المملحة كـ "الفسيخ - الرنجة"، لأنها ضارة جدا بالصحة خاصة لـ مرضي القلب والضغط والسكر وأمراض الجهاز الهضمي بشكل عام، موضحا أن احتفاليات "شم النسيم" تأتي بالتزامن مع شهر رمضان وهو ما يزيد نسبة خطورة تلك الأسماك بسبب الصيام.
وقال "الخياط" خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" إن مرضى القلب والضغط هم الأكثر عرضة لخطورة تلك الأسماك المملحة وقد يتسبب الإكثار في تناولها إلي مضاعفات في مستوى الضغط، كما ويتسبب في ورم بالأقدام، أما الأصحاء فإنه سيؤثر أيضا على مستوى ضغط الدم في أجسامهم.
مضاعفات مميتة
وأضاف أستاذ الكبد والجهاز الهضمي أن تناول الأسماك المملحة "الفسيخ – الرنجة" خلال احتفالات عيد "شم النسيم"، أو أوقات أخرى، غير مستحب على الإطلاق، وبالأحرى يلزم منعه في وقت الصيام، لأن الجسم يكون مفتقرا بشكل كبير طوال نهار رمضان إلي المياه، وأكل تلك الأسماك على الإفطار بعد الصيام سيتسبب في زيادة افتقار الجسم للمياه والإحساس بالعطش الشديد.
وسلط "الخياط" الضوء على المضاعفات المميتة التى يتسبب بها "الفسيخ" لاحتوائه على "بكتيريا لا هوائية" والتى تتكون وتفرز سمومها بسبب سوء التخزين، وحتي في حالة تخزينه بطريقة صحيحة لا يمكن ضمان أمنه وسلامته 100%، مشيرا إلي أن تلك البكتيريات تتسبب في مرض"التسمم الممباريBotulism" ، ويعد من الأمراض المميتة إذا لم يتم إنقاذ المصاب خلال 8 ساعات من شعوره بأعراض التسمم وهي الشلل الكامل.
شلل جيمع أعضاء الجسم
وكشف "الخياط" أن هذا التسمم يؤدي إلى شلل في جميع عضلات الجسم والوجه، حتي يصل إلي عضلات التنفس، فلا يتمكن وقتها المصاب من التنفس مما يؤدي إلى وفاته، مؤكدا على أن وزارة الصحة تعمل حاليا على التقليل من خطورة ذلك المرض من خلال الاحتياطيات الواسعة من "مضادات حوية" للتوكسين والتسمم الممباري.
حالات ممنوعة من أكل "الفسيخ"
وشرح الخياط تأثيرات تناول تلك الأسماك على الصائمين والمرضى والأصحاء، موضحا أن الأصحاء هم الاقل تأثر بأضرار تلك الأسماك ولكن قد يصابون بـ "عسر الهضم – ارتجاع المريء – الانتفاخ – أورام القدمين"، كما أنهم على المدى البعيد يصابون بأمراض القلب والضغط والكلي، ولكن هناك حالات ممنوعة من أكل تلك الأسماك وهم:
- مرضي الكبد: يصابون بـ " ارتفاع تخزين المياه في الأمعاء – زيادة نسب التليف الكبدي – أورام في الأقدام".
- مرضى الكلى: تتسبب تلك الأسماك في " فشل كلوي زائد – زيادة تخزين الأملاح".
- مرضى القلب: "هبوط في عضلة القلب".
- مرضى الضغط: يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وقد يتحول إلى "نزيف في المخ".
بين كل 1000 شخص يصاب واحد بالتسمم
واختتم أستاذ الكبد والجهاز الهضمي كلامه قائلا: "لا يمكن ضمان جودة تلك الأسماك لأنها متعفنة بالفعل، ولا يمكن الكشف عن صحتها وأمنها، كما وأن نسبة تعرض متناوليها لحالات "التسمم" حالة واحدة لكل 1000 شخص، وتزيد تلك النسبة حال الحصول على تلك الأسماك من أماكن غير موثوقة، وحتي الأماكن الموثوق بها لا يمكن ضمان سلامتها".