قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف إن العشر الأواخر من رمضان ، عشر خيرٍ ويمنٍ وبركةٍ ، ويكفي أن فيها ليلة هي خيرٌ من ألف شهرٍ ، وهي ليلة القدر ، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى:" إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلفِ شَهْرٍ " (القدر:1-3) ، ويقول سبحانه :" إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ، أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ " (الدخان: 3-5) ، ويقول نبينا (صلّى الله عليه وسلم )"تحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في العشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضانَ"(متفق عليه) ، ولأهمية هذه العشر كان نبينا (صلى الله عليه وسلم) كما أخبرت السيدة عائشةُ (رضي الله عنها) " إذا دَخَلَ العَشْرُ الأَوَاخِرُ مِنْ رمَضَانَ ، أَحْيا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَه، وجَدَّ وَشَدَّ المِئزرَ "(متفق عليه) .
وأضاف وزير الأوقاف في بيان له عبر صفحته الرسمية بالفيسبوك قائلا: في سر تسميتها بليلة القدر قال أهل العلم : سميت بليلة القدر من القدر وهو الشرف ، لأنها ليلة ذات قدر عظيم ، وقيل أنه يُقدّر فيها مقادير العباد وأمورهم، كما قال تعالى: " فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ " (الدخان:4).
فالعاقل من يغتنم ، والغافل من يضيع ، وإذا كان أكثر من نصف رمضان قد مضى، فإن القادم أسرع مما مضى ، وإذا لم يغتنم الإنسان هذه الأيام على ما فيها من الرحمة والمغفرة ، ليالي الشهر الفضيل التي كلها رحمة ، كلها خير، كلها فضل ، كلها جود ، كلها كرم ، كلها مغفرة ، كلها عتق من النار ، فمتى يغتنم الوقت ؟
وأوضح وزير الأوقاف أن هذا الفضل لمن ؟ لا شك أنه لمن نالته يد الفضل ، و نعمة الهداية والتوفيق ، فَهُدِي إلى صراط مستقيم ، لمن أكرمه الله ( عز وجل ) بالصيام فصام حق الصيام ، والقيام فأسهر ليله وعمر بيته بالصلاة وذكر الله (عز وجل) وقراءة القرآن ، والصلاة والسلام على خير الأنام ( صلى الله عليه وسلم ) .
وتابع: هذا الفضل كله لمن أراد لا من أبى ، ولربما سأل سائل : وهل هناك من يأبى ؟ نقول : من أطاع الله ورسوله وشمر عن ساعد الجد فقد أراد ، ومن أدبر وعصى ، وقصر وضيع ، كذب أو نم أو اغتاب ، أو أكل السحت فقد أبى .
واستطرد: هذه أيام مباركات ينادي فيها المنادي : يا باغي الخير أقبل ، يا باغي الشر أقصر ، باب الرحمة مفتوح فلا تغلقه بالمعاصي ، إذا فتح لك باب من الخير فاغتنمه ، فما بالك وأبواب الخير كلها مشرعة ، فإن لم تبادر الآن فمتى تبادر ؟ ، هذا أوان الصيام فصم ، وتلك ليالي القيام فقم ، وهذا شهر القرآن فحيهل ، و هو شهر الجود فأنفق ينفق عليك ، وشهر الإتقان فأتقن ، فيا سعادة من اغتنم فأقبل ، وَ يَا لخسارة من ضيع أو قصر ، فرمضان أقبل مسرعًا ، وسيدبر أسرع مما أقبل ، فما حال رمضان إلا كحال الدنيا التي هي كسوق اجتمع ثم انفض ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر ، فيا باغي الخير أقبل وَ يَا باغي الشر أقصر .