علت أصوات المآذن في المساجد وقرعت الأجراس في الكنائس، واستوت الصفوف على أرض مصرية، ليرفع المسيحي والمسلم أيديهما إلى الخالق في جمعة واحدة، بالمصحف في القلب والصليب على الصدر.
عندما تتحدث عن الإسلام والمسيحية في مصر، فإنك تستحضر صورة التعايش والامتزاج، فبالتجول في الحارات والشوارع المصرية الأصيلة لن تفرق بين مسلم ومسيحي كما لن يفترقوا أبدا.
فلقرون من اندماج الفئتين في مجتمع مصري واحد، وكما تمتزج ألوان الملابس ببعضها، بهتت طباع المسلمين والمسيحيين على بعضهم البعض حتى جمعتهم الجُمعة على قلب رجل واحد، مفترقين كل إلى مصلاه، متفقين في عبادة نفس الإله.
صادف أمس احتفال الأقباط الكاثوليك، بالجمعة العظيمة فى كنيسة السيدة مريم العذراء بشبرا الخيمة، كما تصادف صيامهم مع شهر رمضان المبارك وصيام المسلمين في الشهر الكريم.
فاجتمع الفريقين على مائدة الإفطار بعد الصيام، مهنئين بعضهم البعض بالأيام المقدسة، تقول لينا لموقع صدى البلد: "إحساس صيامنا كلنا مسلمين ومسيحيين في نفس الوقت بيحسسنا بالوحدة، عطشانين طول اليوم، بنهون على بعض الساعات، وبناكل نفس الفول اللي خلانا ماشيين متنحين، على رأي سمير غانم".
كما عبر أندرو عن شعوره بالصيام مع المسلمين في رمضان: "في الأيام العادية كنت بصوم مع أصحابي المسلمين طول النهار عشان ماجرحش صيامهم وانا بأكل أو بشرب، احنا أوقات من كتر ما عشنا بين المسلمين وبنتكلم بتلقائية زيهم بننسى إننا مسيحيين أصلا".
وبالتزامن مع اقتراب عيد القيامة للمسيحيين وعيد الفطر للمسلمين، تقول سهير: "احنا في بيتنا عندنا اخواتنا المسلمين بينضفوا في عيدنا زينا بالظبط، واحنا برده كدة، يعني انا غسلت الستائر واللي غسل السجاد وكل حاجة، واحنا في العيد الصغير عملنا كحك وبسكوت برده".
وكما عبر الفنان حسين الجسمي في أغنيته “رمضان في مصر حاجة تانية"، فقد أثبت المشهد الوطني لاتحاد المسلمين والمسيحيين وتشاركهم العادات والتقاليد وحاليا الصيام والأعياد، أن كل شيء بالفعل في مصر هو “حاجة تانية"، لن تراها إلا في هذا الوطن العريق، الذي لم يتخلى أبناؤه عن وحدتهم رغم كل الظروف والأزمات على مر الزمان.