حالة من الدهشة والذهول والتعجب في آن واحد تنتاب زواره، يأسر كل من يتردد عليه ويثير دهشتهم وكأنه ينتقل بالإنسان إلى زمن فريد يفوح عبق التاريخ منه، إنها البتراء تلك المدينة الوردية التي تقع بقلب المملكة الأردنية.
يعود تاريخ البتراء إلى القرن السادس قبل الميلاد، وتشير البحوث التاريخية إلى أن العرب الأنباط استوطنوها وجعلوا منها آية في الفن والنحت، تتميز بموقع استراتيجي فريد ومهم إذ تقع على طريق الحرير؛ ما جعل منها نقطة تلاقٍ بين شبه الجزيرة العربية جنوبا وبلاد الشام شمالا إلى قلب أوروبا حتى الصين.
أطلق على عدة أسماء منها المدينة الوردية، مدينة الأنباط، أثمن كنوز الأردن، وبالعبور إلى المنطقة؛ واختراق عالمها السحري عبر "السيق"، وهو شق صخري هائل يصل ارتفاع جانبه إلى أكثر من 80 مترا من الصخور الملونة والمتنوعة الأشكال، وأرضية من الحصى ويمتد نحو كيلومتر يقطعه السائح سيرا على الأقدام؛ إذ لا يسمح باستخدام السيارات أيا كان نوعها، وفي حالات خاصة يسمح لكبار السن، الذين يتعذر عليهم السير عبر هذا السيق المدهش، الذي . بـ"الخزنة المشهورة"، وهي لوحة فنية مدهشة ارتفاعها 43 مترا وعرضها 30 مترا، منحوتة في الصخر الوردي، وبمجرد شروق الشمس عليها تعكس ألوانا ساحرة
صمدت مدينة البتراء المدينة أمام محاولات متكررة من السلوفيين والبيزنطيين والرومان للسيطرة عليها وإخضاعها؛ لكنها ظلت عصية على الخضوع حتى عام 100 ميلادي؛ إذ استطاع الرومان دخولها والسيطرة عليها، وظلت مركزا مهما للإمبراطورية الرومانية في تلك الفترة.