أكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بسام صباغ أن بلاده تواصل تعاونها البناء مع وكالات الأمم المتحدة والشركاء الإنسانيين لتحسين الوضع الإنساني وإيصال المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها، لافتا الي انه وجه قبل يومين رسالتين إلى الأمين العام ورئيس مجلس الأمن تتضمنان ملاحظات تفصيلية حول مضمون التقرير الـ 72 للأمين العام حول الشأن الإنساني وتأكيد رفض بلاده لآلية إيصال المساعدات عبر الحدود بسبب انتهاكها سيادة سوريا وللعيوب الجسيمة التي تتضمنها هذه الآلية.
جاء ذلك خلال جلسة لمجلس الأمن اليوم عبر الفيديو وشارك فيها مندوب سوريا الدائم بسام الصباغ.
وأوضح ان الفترة الماضية شهدت عرقلة وصول قافلة مشتركة إلى مدينة الأتارب كانت سوريا قد منحت الأمم المتحدة الموافقة عليها ومنع الهلال الأحمر العربي السوري من العمل في المنطقة والاستعاضة عنه بالهلال الأحمر التركي الذي لا يملك أي ولاية قانونية للعمل على الأراضي السورية.
وأشار الي قيام الميليشيات الإرهابية باستخدام مياه الشرب سلاحا ضد المدنيين في الحسكة إذ عمدوا للمرة الـ 23 إلى قطع مياه الشرب القادمة من محطة علوك إلى المدينة وجوارها لمدة ستة عشر يوما ما جعل أكثر من مليون مواطن سوري يعانون العطش والحرمان من المياه فيما يلتزم مجلس الأمن الصمت حيال هذه الممارسات ولا يضطلع بمسؤولياته لإيجاد حل مستدام لهذه المشكلة.
ولفت صباغ إلي أن بعض العواصم الأوروبية شهدت مؤخرا مسرحيات للتلاعب بركائز القانون الدولي حيث شوهد عرضا كان مسرحه لاهاي عبر استغلال مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية لتمرير قرار عدائي وخطير ضد سورية وقبله شهدنا عرضا آخر تمثل بعقد النسخة الخامسة لما يسمى “مؤتمر بروكسل” في ظل تغييب غير مقبول للحكومة السورية المعنية بتمثيل الشعب السوري والمخولة بالعمل مع الأمم المتحدة والشركاء الدوليين الآخرين لتلبية احتياجاته الإنسانية والتنموية .
وأبدي أسف سوريا لمشاركة الأمم المتحدة في رئاسة فعالية تكرس تسييس العمل الإنساني وتربطه بشروط تتعارض جملة وتفصيلا مع مبادئه وتتجاهل الأسباب الحقيقية الكامنة وراء زيادة المعاناة الإنسانية والمتمثلة بالإجراءات القسرية المفروضة على الشعب السوري وما يرافقها من نهب قوات الاحتلال الأمريكي ثروات سورية وفي مقدمتها النفط والمحاصيل الزراعية وحرمان الشعب السوري من الاستفادة منها في انتهاك صارخ لقرارات مجلس الأمن.
وحسب وكالة الأنباء السورية سانا؛جدد صباغ التأكيد على التزام سوريا بعملية سياسية بملكية وقيادة سورية تيسرها الأمم المتحدة ممثلة بمبعوثها الخاص جير بيدرسون في ظل الاحترام التام لسيادة سورية واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها، مشدداً على أن إنجاح عمل لجنة مناقشة الدستور يستلزم احترام قواعد إجراءاتها التي تم التوافق عليها ورفض أي تدخلات خارجية فيها أو محاولات لفرض إملاءات حول خلاصات عملها أو جداول زمنية مصطنعة لها.
وقال صباغ إن ملايين السوريين داخل البلاد وخارجها سيتوجهون الشهر القادم إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية التي انتهى اليوم موعد تقديم طلبات الترشح لها وشملت قائمة مقدمي الطلبات 51 شخصا بينهم سبع سيدات يتنافسون للحصول على التأييد المطلوب من أعضاء مجلس الشعب مؤكدا أن هذه الانتخابات استحقاق دستوري سيادي يتسق مع مهمة الدولة في ضمان قيام مؤسساتها بواجباتها الدستورية والمضي قدما نحو استكمال الواجبات الأخرى بما فيها تحرير أرضنا من فلول التنظيمات الإرهابية وإنهاء الوجود العسكري الأجنبي غير الشرعي وإعادة الأمن والاستقرار وإصلاح وتأهيل ما دمره الإرهاب في البنية التحتية.
وأضاف صباغ: لقد دأب البعض على إطلاق حملات تشويش على هذه العملية الانتخابية من خلال خلط هذا الاستحقاق الدستوري مع بعض بنود قرار مجلس الأمن رقم 2254 وما ورد في بيانات بعض الدول اليوم دليل واضح على التضليل الذي تمارسه في انتهاك صارخ لمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء مشدداً على وجوب التزام الدول باحترام ميثاق الأمم المتحدة والكف عن التعدي على حق السوريين في اختيار رئيسهم بكل حرية ومسؤولية وديمقراطية والتوقف عن إصدار تصريحات استفزازية وبيانات عدائية لا تخدم هدف إرساء الأمن والاستقرار في سوريا.