EN 
- لغة نادرة فى أوراق السياسة الإيرانية
- روحاني يهاجم "إيران انترناشونال"
- البرلمان الإيراني يستدعي ظريف للتحقيق معه
تشهد إيران توترًا كبيرًا فى الحياة السياسية وجدلًا واسعًا بسبب تسريب تسجيل صوتي لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ينتقد فيه الحرس الثوري.
فى الحديث المسرب، استاء ظريف من التدخل الواسع لقائد قوة القدس فى الحرس الثورى السابق، قاسم سليماني، في الشأن الدبلوماسي الإيراني، وقال إنه في كل مرة كان يذهب فيها للتفاوض معه، كان يفرض شروطه ويوجه بأن تُأخذ نقاط بعينها في الاعتبار.
وتابع ظريف: "ضحيت بالدبلوماسية كثيرا لصالح "ساحة المعركة"، وضرب مثلا، حين طلب من سليماني عدم استخدام الطيران المدني في سوريا ولكنه رفض.
وقال ظريف وفقًا للتسجيل، إن المبعوث الأمريكي الخاص لشئون المناخ و وزير الخارجية الأسبق جون كيري حذره من أن رحلات شركة الطيران الوطنية الإيرانية زادت إلى سوريا ستة أضعاف منذ رفع العقوبات الأمريكية عليها.
واسترسل ظريف حديثه قائلا إن كيري أبلغه أن "إسرائيل هاجمت مواقع إيرانية 200 مرة في سوريا"، مؤكدا جهلة بالعديد من الأحداث الإقليمية التي قام بها الحرس الثوري.
وردا على هذا التصريح، كتب "جون كيري"، في أعقاب طلب عدد من أعضاء مجلس الشيوخ استقالته أو إقالته بسبب تسريب معلومات سرية، كما ورد في التسريب الصوتي لظريف: "هذه القصة من المزاعم الكاذبة بلا شك، لم يحدث شيء مثل هذا على الإطلاق، سواء عندما كنت وزيرًا للخارجية أو بعد ذلك".
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، فى مؤتمر صحفي بشأن المحادثات بين جون كيري وظريف في التسريب الصوتي: "لن نعلق على الملفات الصوتية المسربة".
من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو، إنه يجب التحقيق مع كيري لتسريب معلومات سرية إسرائيلية إلى ظريف، مضيفا أن "التسريب الصوتي مؤشر على استمرار التفاعل السياسي بين ظريف وكيري".
وأثارت التصريحات المسربة انتقادات سياسيين محافظين، لا سيما وأنها طالت سليماني الذى يعد أبرز السياسيين فى إيران ويحظى بمكانة كبيرة.
ورأى المحافظ نصرالله بجمن فر أن ظريف في تسجيله "يشكك بمسائل تندرج ضمن الخطوط الحمراء لإيران لمن يتولى فيها منصب وزير الخارجية"، وفق ما نقلت وكالة "فارس" للأنباء.
وطلب المحافظ "توضيحات" من ظريف بشأن ما أدلى به.
وانتقدت الوكالة الإيرانية تقديم ظريف نفسه خلال الحديث المسرّب بمثابة "رمز للدبلوماسية" في مواجهة سليماني الذي يشكل رمز "ميدان" المعارك.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية خطيب زادة إن ظريف “يوضح فى التسجيل رأيه الشخصية”، مشيراً إلى أن ما نشر هو "ثلاث ساعات ونصف ساعة" من حديث امتد "سبع ساعات".
جدير بالذكر أن العلاقات بين حكومة الرئيس حسن روحاني والحرس الثوري مهمة نظراً لما تتمتع به هذه القوة العسكرية المتشددة، من نفوذ هائل، لدرجة أن بوسعها تعطيل أي تقارب مع الغرب إذا شعرت بأن ذلك يمثل خطراً على مصالحها الاقتصادية والسياسية.
ولم يمر هذا التسريب على الرئيس الإيراني حسن روحاني مر السلام، فأنتقد حسن روحاني القناة، قائلا: "الشريط الصوتي لظريف نشرته قناة معادية للإسلام وإيران، القناة تدمج بين الكذب والحقيقة لخلق الفتنة في المجتمع وتدمير وحدتنا وتحريض مجموعة ضد أخرى".
وقال روحاني إن بعض ما جاء في التسجيل الصوتي لا يمثل رأي حكومته ولا رأيه، مؤكدًا في الوقت نفسه أن "قاسم سليماني لم يكن يتنازل عن آرائه بسهولة، وکان يصر عليها"
وتابع روحاني قائلًا: "لا توجد فجوة بين الحكومة والحرس الثوري والباسيج والجيش".
وختم روحاني تعليقه بأنه "يجب التحقيق في سرقة الملف الصوتي"، معتقدًا أنه "كان من الممكن الكشف عن هذا الملف قبل أسبوع، وأن الكشف جاء "في الوقت الذي كانت فيه محادثات فيينا في ذروة النجاح".
وانتقد وزير الخارجية محمد جواد ظريف اللغط الذي أثير بشأن حديث غير علني سُرب إلى وسائل الإعلام، هذا الحديث هو بحث نظري سري حول ضرورة تفعيل الدبلوماسية والميدان الهدف منه هو نقل تجربة ثماني سنوات إلى المسئولين المستقبليين، لكن المؤسف أن هذا الحديث تحول إلى مناوشات داخلية واستغله البعض للانتقاد الشخصي".
وأعرب عن اعتزازه بالعلاقة العميقة بينه وبين الشهيد سليماني على مدى عقدين وما رافقها من ود وصداقة وعمل مشترك.
وقامت لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، باستدعاء محمد جواد ظريف، لتقديم إفادة في اللجنة حول ما جاء في التسريب الصوتي".
وقال أبو الفضل عموئي، المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في البرلمان: "تم استدعاء ظريف لتقديم إفادة في اللجنة حول ما جاء في التسريب الصوتي، وذلك في أول اجتماع للجنة".
