تمر علينا اليوم ذكري رحيل الملك فؤاد الأول حيث توفي 28 أبريل عام 1936، وهو ابن الخديوي اسماعيل وحفيد ابراهيم باشا ابن محمد علي وقائد جيش مصر العظيم الذي تمكن من الوصول بقواته إلي احتلال جنوب تركيا,
وشهد مصر في عهده طفرة في الحياة الثقافية والتعليمية، فقد أنشأ جامعة القاهرة بعدما كان التعليم المصري يقتصر فقط على الأزهر أو البعثات الخارجية منذ أيام جد والده محمد علي باشا، وولدالملك فؤاد بن إسماعيل بن إبراهيم باشا بن محمد علي باشا، بقصر والده الخديوي إسماعيل بالجيزة، وهو ابن الزوجة الثالثة للخديوي الأميرة فريال هانم.
نفيه عن مصر وهو ابن 11سنة
عند بلوغه سن السابعة من عمره التحق بالمدرسة الخاصة في قصر عابدين التى أنشائها الخديوي إسماعيل لتعليم أبناءه، واستمر بها ثلاث سنوات ليتقن فيها مبادئ العلوم والتربية العالية، وبعد عزل الخديوي عام 1879، تم اصطحابه إلي المنفي في إيطاليا والتحق بالمدرسة الإعدادية الملكية في مدينة تورينو الإيطالية واستمر بها حتى أتم دراسته، وانتقل إلى "تورين الحربية" وحصل على رتبة ملازم في الجيش الإيطالي وأُلتحق بالفرقة الثالثة عشر "مدفعية الميدان الإيطالية".
لم تقتصر فؤاد عند خدمته في الجيش الإيطالي، وإنما انتقل إلي الاستادنة مع الخديوي وعين ياورا فخريا للسلطان عبدالحميد الثاني، لينتدبه السلطان ملحقا لسفارة الدولة العليا في النمسا.
صعوده لعرش مصر
عاد فؤاد إلي مصر عام 1980، ليتولي منصب كبير الياورن للخديوي عباس حلمي الثاني، وتدرج في المناصب حتى أصبح ياورًا للخديوي، وبعد موت الخديوي عباس حلمي الثاني، تولي بعده أخيه السلطان حسين كامل، فقضي في الحكم 3 سنوات منذ عام 1914 وحتي 1917، ورفض ابنه الأمير كمال الدين حسين وراثة عرش أبيه، فاعتلاه من بعده فؤاد الأول.
شد وجذب بين فؤاد والوفد
كانت الحياة السياسية في عهد فؤاد مليئة بالانتصارات الدبلوماسية، والانكسارات الداخلية، ففي عام 1919، اعلن الإنجليز رفع حمايتهم عن مصر بسبب قيام الثورة ضدهم، وتم الاعتراف بمصر مملكة مستقلة مارس 1922، ليصدر فؤاد أمرا ملكيا بإعداد مشروع وضع نظام حكم دستوري يحقق للبلاد أمانيها بالتعاون بين الأمة والحكومة في إدارة شؤون البلاد.
ولكن على صعيد آخر نشبت العديد من الخلافات بين الملك وحزب الوفد حيث كان يفوز الوفد بأغلبية ورئاسة البرلمان والحكومة في كل انتخابات رغم الائتلافات الكثيرة التى دخل فيها القصر مع رجال الدولة لإسقاط أغلبية الوفد وسعد زغلول، حتي سجلت في عهده حادثة حل البرلمان الشهيرة بعد انتخابه بـ9ساعات فقط ليصبح أقصر برلمان في التاريخ، ولكن يمكننا القول بأنها كانت أول بداية لحياة دستورية بعد الاعتراف باستقلال مصر في عهد الملك فؤاد الأول.
وتم في عهده تأليف أول وزارة شعبية برئاسةسعد زغلولوذلك فيينايرمن عام1924، وعقدت في أواخر عهده معاهدة بين مصر والمملكة المتحدة اعترفت فيها بريطانيا بأن مصر دولة مستقلة.
تأسيس جامعة القاهرة
تمكن الملك فؤاد قبل وصله للحكم، من تأسيس وتنظيمالجامعة المصرية الأهلية، فقد اهتم بإنشاء الجامعة المصرية والتى لم تكن إلا مجرد أمنيات وكانت الأزهر يحتل مكانة كبيرة بين المؤسسات التعليمية المصرية، واحتفل بافتتاحها في 21 ديسمبر سنة 1908م.
إنجازات ايضاً الملك فؤاد الأول :
- أسس الجمعية السلطانية للاقتصاد والإحصاء والتشريع، وقام بافتتاحها في 8 أبريل 1909.
- أسس جمعية ترغيب السياح في زيارة البلاد المصرية ومشاهدة آثارها عام 1909.
- رأس جمعية الهلال الأحمر في مصر عام 1916
- أمر بتشييد مبني البرلمان وإصدار الدستور
- تأسست في عهده الجامعة المصرية عام 1908 والتى حملت إسمه في البداية ثم "جامعة القاهرة" حاليا.
- سعي حتي يتعلم بعض الطلاب المصريين في جامعات فرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة مجانا.
- انتخب زميلا شرفيا لكلية الجراحين الملكية في انجلترا في الأول من اغسطس عام 1929.