محال صغيرة يقع في منتصف مدينة رشيد بمحافظة البحيرة، بالقرب من منطقة البرج، يظهر عليه ملاح لقب المدينة التي لقبت بـ "المليون نخلة "، يحتوي على العديد من الجريد منه الخام والآخر مُصنع بدقة شديدة في مختلف الأنواع والأشكال والأحجام، عندما تقترب أكثر تري مجموعة من كبار السن و القليل من الشباب يجلسون في تركيز شديد و أمامهم أدوات تبدو بسيطة في الشكل حتي يتم استخدمها تبدو كأنها ماكينات حديثة مبرمجة بدقة حتى تستطيع إنتاج هذه المنتجات التي في الأصل تعتمد على مهارة اليد بنسبة 100%.
تجولت كاميرا "صدي البلد" داخل المحال حتى التقت "منصور عبد الخالق" وشهرته "أبو أحمد"، أحد قدامى الحرفيين فى صناعة الأقفاص بمدينة رشيد، أو كما يطلقون عليه كبير القفاصين هناك، والذى قال: " صناعة الأقفاص من الجريد ليست بمثابة مهنة فقط بل هي ورث ورثته من والدى وجدى وأجداد أجدادي، بالإضافة إلى إنها رمز من رموز مدينة رشيد لأنها بلد المليون نخلة".
وأضاف "منصور" : " اتربيت أنا و اخوات واتعلمنا من مهنة صنع الجريد، فضلنا تعلم المهنة عن التعليم لإحياء مهنة الأجداد على مر الزمن و توريثها لأبنائنا وأحفادنا، ولكن مع مرور الوقت لم تعد تلك المهنة مثلما كانت فى العهد الماضى، أصبحت الأجيال القادمة تنفر منها بسبب صعوبتها، بالإضافة إلى تدخل الصناعات الحديثة و منافستها لنا حيث باتت هذه الصناعة مهددة بالانقراض بالفعل ".
وأوضح أن صناعة الجريد تطورت مع مرور الزمن، قائلاً :" المهنة لا تقتصر فقط على صناعة الأقفاص بل يتم تصنيع العديد من ديكورات المنازل والكراسي و الترابيزات و العديد من أساسات التي تستخدم في المنزل "، موضحًا أن الزبائن تفضل بعض الأساس من الجريد لأنه يتميز بالمتانة والصلابة.
وأشار إلي أن ليس فقط أساسات المنازل الذي يوجد عليها إقبال في الشراء ، موضحًا أن الأقفاص التي تصنع من الجريد تتميز بأنها صحية وتفضل في تخزين الفواكه بسبب التهوية الجيدة، لافتاً إلى أن رغم الكرتونة والقفص البلاستيك والصندوق الخشب، هى المنافس الأول لنا و أصبح الأكثر انتشارا في الأسواق بسبب انخفاض سعره وسهولة تصنيعه إلا أن مازال الإقبال على أقفاص الجريد موجود.
وأكد أن هذه المهنة تتعرض إلي العديد من المخاطر التي تهددها بالانقراض بصفة دائمة ، مشيراً إلى أن من أخطر المخاطر انها مهنه شقه تعتمد على مهارة اليد 100%، وتحتاج إلى وقت وصبر، كل هذا بمقابل مادي قليل فى الوقت الذى يتم فيه إنتاج آلاف من الأقفاص البلاستيكية والكراتين فى يوم واحد، بمقابل مادي كبير.
وأوضح أن لا يستطيع التطوير فى هذه المهنة، نظراً لعدم تمكن أى ماكينات من التعامل مع الجريد، لما له من مواصفات طبيعية متعرجة، ولا بد من استخدام الأدوات التقليدية، وكل ما نعتمد عليه هو السكين، ويستخدم فى تنظيف الجريد من سعف النخيل، وكذلك الخرامة، والمسندة والبلطة للتكسير والتقشير
وطالب "مسعود"، الدولة المصرية بالحفاظ على تلك المهنة التراثيه من الانقراض وذلك من خلال توفير معاش للعاملين في تلك المهنة ولابنائهم لضمان حياة آمنة و التمسك الحفاظ على هذا التراث قبل الاندثار ، قائلاً : "أغلب الناس في رشيد كانت تعمل في هذه المهنة ومع الوقت أغلقت ورشاً كثيرة وخوفنا على مستقبل أولادهم".
https://youtu.be/DNqdjQFLwKE