"يا عباد الله وحدوا الله" كلمات يجوب بها محمد سعيد واحد من صناع البهجة بشهر رمضان الكريم، يقرع على طبلته في الشوارع والأحياء، لإيقاظ النائمين لتناول وجبة السحور، بمهنة المسحراتي التي ترجع للتراث الإسلامي العربي الجميل.
محمد سعيد، شاب يبلغ من العمر ٣٣ عاما، من منطقة إمبابة، امتهن مهنة المسحراتي أبا عن جد، فكان جده من أشهر المسحراتية بشوارع إمبابة منذ حوالي ثلاثين عاماً،
ليجد نفسه يسير على خطاه لإسعاد الأطفال، وبث مظاهر البهجة بشهر رمضان الكريم.
أشار محمد لعدسة صدى البلد، أنه يفرح لمجرد أن يرى الأطفال في انتظاره كل يوم، ويعتبرها مهنة إنسانية تقوم على نشر الروح الجميلة في الشوارع، وهو ما يدفعه للعمل بها.
يبدأ يومه من الساعة التاسعة مساءً، بعد أن ينهي صلاة التراويح، ليتجه من إمبابة للمعادي، مصطحبا طبلته يقرع عليها ويردد اسماء الأطفال بكل شارع، والتي يحفظها عن ظهر قلب، ويدندن الأناشيد الجميلة المرتبطة بأجواء رمضان وذكر الله.
وترجع بداية ظهور مهنة المسحراتي مع بدء التاريخ الإسلامى، فكان بلال بن رباح، أول مؤذن فى الإسلام أعتاد أن يخرج قبل صلاة الفجر بصحبة أبن أم كلثوم، ويقومان بمهمة إيقاظ الناس، واستمرت لعصور طويلة حتى بقيت إلى يومنا هذا في طقوس رمضانية وعادات موروثة لا غنى عنها.