وضعت وزارة الصحة والسكان، في خطتها للاستعداد والتأهب لأي سيناريوهات محتملة للموجة الثالثة من تفشي فيروس كورونا ، وذلك من خلال اتخاذ مجموعة من الإجراءات والاحتياطات لمنع انتشار فيروس كورونا.
وتكمن جهود الوزارة في مواجهة فيروس كورونا، بالإضافة إلى موقف توفير اللقاحات للمواطنين، مشيرةً إلى ما قام به عدد من دول العالم، لمواجهة الموجة الثالثة من انتشار الجائحة، والتي بدأت في اتخاذ إجراءات احترازية صارمة، تتعلق بفرض حظر التجول الجزئي، أو حظر السفر لعدد من المناطق، بالإضافة إلى إغلاق المتاجر غير الأساسية ودور الحضانة والمدارس للأطفال الأصغر سنًا وذوي الاحتياجات الخاصة.
وقال الدكتور علاء عيد، رئيس قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة والسكان، إن العالم كله دخل بالموجة الثالثة لفيروس كورونا المستجد، مضيفًا أنه في شهر ابريل من العام الماضي مصر شهدت ارتفاعا ملحوظا فى معدل الإصابات.
واكد عيد، في تصريحات لصدي البلد، أن أعراض فيروس كورونا بالموجة الثالثة لم تتغير كثيرا عن الموجة الأولى، كارتفاع درجة الحرارة وتكسير بالجسم وضيق بالتنفس، وفقد حاسه الشم، والصداع، وظهور الطفح الجلدي.
وأكد رئيس الطب الوقائي، أن لقاحات فيروس كورونا، المتواجده بمصر آمنة وتشهد درجة أمان عالية جدا، واعتمدت من هيئة الدواء المصرية.
وأضاف، أن مصر من أوائل الدول التي حصلت على لقاح فيروس كورونا، وتمت الموافقة على أكفأ اللقاحات كسينوفارم، وأسترازنيكا، أوكسفورد، التي تتميز بدرجة مؤمونية عالية،مضيفًا أنه سيتم توفير ملايين الجرعات، وعلى الرغم من ذلك وصل عدد متلقي اللقاحات بمصر حوالي 550 ألف متلق فقط.
وأفاد عيد، بأن فيروس كورونا لم يشهد أي تحور بالموجة الثالثة، والأعراض الظاهره متوقعه بشكل كبير.
قال إسلام عنان أستاذ اقتصاديات الصحة، إن الدول التي أعطت لقاح كورونا لـ 10 % من مواطنيها قلت نسبة الوفيات لديهم أكثر من 50% ومن هذه الدول إنجلترا وهذا ما نريد أن نقوم بتطبيقه في مصر.
وأكد عنان، في تصريحات لصدي البلد، إنه من المتوقع أن تبدأ ذروة الموجة الثالثة من فيروس كورونا في مايو، ومن المتوقع أن تنكسر ذروة الموجة الثالثة لفيروس كورونا خلال الـ 5 أو 7 أسابيع القادمة.
وأضاف أن الجهات الصحية في مصر لديها الخبرات الكافية للتعامل معها، والدولة المصرية تحاول أن تقوم بتطعيم أكبر قدر من المواطنين باللقاح كورونا قبل دخول شهر رمضان وهذا سيساعد على تقليل عدد الوفيات نتيجة الإصابة بكورونا.
وأوضح إسلام عنان، أن خلال العام القادم ستقوم مصر بتصنيع اللقاحات وسيتم تصديرها للخارج، لافتا إلى أنه في منتصف عام 2022 سيكون تم تطعيم 70 % من الشعب المصري.
ومن جانبها اتجهت وزارة الصحة، إلى زيادة وتيرة العمل في المبادرة الرئاسية لمتابعة حالات العزل المنزلي، عن طريق وضع تمركزات ثابتة في الأماكن الأكثر إصابة، عبر تجهيز فرق الرعاية الأساسية داخل عيادات متنقلة مجهزة، وتحريكها طبقًا للموقف الوبائي في جميع الإدارات الصحية، مؤكدةً على المتابعة المستمرة لأرصدة الأدوية والمستلزمات، وتنسيق القوة البشرية اللازمة، بالإضافة إلى زيادة توريد الأكسجين لتوفير مخزون استراتيجي.
وجهت وزيرة الصحة والسكان ، برفع كل الاستعدادات في المستشفيات وضخ مزيد من "تنكات الأكسجين" والأدوية وتدريب القوى البشرية، وذلك مع احتمالية قدوم الموجة الثانية لفيروس كورونا خلال الأشهر المقبلة.
و تضم مصر 600 مستشفى بالجمهورية، وفقا لحديث وزيرة الصحة ومستشفيات الحميات والصدر، مستعدة بشكل قوى لاستقبال الموجة الثانية لجائحة كورونا.
وتم تطوير 45 مستشفى من مستشفيات الحميات والصدر وجارى تطوير المستشفيات الباقية لأنها تمثل خط الدفاع الأول للحماية من المرض.
ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية خاصة خلال الفترة الحالية، حيث إن العالم يشهد زيادة في عدد إصابات فيروس كورونا بنسبة 10% وزيادة في عدد وفيات الفيروس بنسبة 7% خلال الموجة الثالثة للفيروس.
وأشارت الوزيرة إلى أن شهر أبريل الحالي يشهد زيادة في عدد إصابات فيروس كورونا بمصر بنسب بسيطة ولكنها مستمرة، بالتزامن مع الزيادة التي تشهدها دول العالم، حيث إن شهر أبريل من العام الماضي شهد أيضًا زيادة في أعداد الإصابات، كما أنه يتزامن هذا العام مع شهر رمضان الكريم والأعياد والمناسبات الدينية، مشددة على ضرورة الالتزام بارتداء الكمامات وإجراءات التباعد.
كما شددت الوزيرة على ضرورة الاهتمام بالصحة العامة لكافة أفراد الأسرة خاصة ممن يعانون من أمراض مزمنة، وضرورة التواصل مع وزارة الصحة والسكان من خلال خدمة الرسائل النصية عبر الخط (1440) لمتابعة حالات العزل المنزلي لمرضى فيروس كورونا وإعطاء الاستشارات الطبية وإرسال العلاج، بالإضافة إلى الخط الساخن (105) الخاص بخدمات وزارة الصحة والسكان وتلقي الاستفسارات، على مستوى محافظات الجمهورية.
وناشدت الوزيرة أصحاب الأعمال عدم التراخي في تطبيق الإجراءات الوقائية والاحترازية للحفاظ على مكتسبات مصر في التصدي للجائحة واستمرار عجلة الإنتاج، لافتة إلى أن مصر لم تفرض سياسة الإغلاق الكامل مثل العديد من دول العالم، بما يخدم المصلحة العامة للمواطنين.
ولفتت الوزيرة إلى توافر نسبة 47% من القدرة الاستيعابية للمستشفيات لاستيعاب حالات فيروس كورونا، مؤكدة وجود سعة سريرية كافية بالمستشفيات في الصعيد، حيث اطمأنت على ذلك خلال جولاتها في بعض محافظات الصعيد، مؤكدة تواجد وفد من قيادات وزارة الصحة والسكان واللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا وفرق التواصل المجتمعي هناك، لمتابعة سير العمل ونسب إشغال المستشفيات وتطبيق بروتوكولات العلاج المحدثة وتكثيف حملات التوعية الصحية للمواطنين.
وفيما يخص لقاحات فيروس كورونا، أوضحت الوزيرة أن 85% من لقاحات كورونا بالعالم ذهبت إلى 12 دولة فقط، مؤكدة أن مصر نجحت في التعاقد على 100 مليون جرعة من ضمنها 40 مليون جرعة تم التعاقد عليها خلال اتفاقية (الكوفاكس) بالتعاون مع الاتحاد الدولي للأمصال واللقاحات (جافي) سوف تصل إلى مصر على مدار العام الحالي، ومن ضمنها أيضًا الجرعات التي تم التعاقد عليها مع الصين، كما أشارت إلى توقيع مصر اتفاقيتين لتصنيع لقاح فيروس كورونا ونقل تكنولوجيا التصنيع مع شركة (سينوفاك) الصينية لبدء تصنيع 40 مليون جرعة سنويًا.
وأعلنت الوزيرة عن إطلاق قوافل للقاحات فيروس كورونا تجوب جميع أنحاء الجمهورية خاصة المناطق ذات التجمعات الكبيرة، للوصول لجميع المستهدفين من المواطنين ضمن الفئات المستحقة وتلقيهم اللقاح، في إطار الاهتمام بالصحة العامة للمواطنين، كما دعت الوزيرة كلاً من الأطقم الطبية وكافة العاملين بالمستشفيات والمواطنين أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن لتلقي لقاح فيروس كورونا، حيث إن اللقاحات تقلل فرص العدوى، وفي حالة الإصابة تكون الأعراض بسيطة.
ولفتت الوزيرة إلى تعاون مصر مع روسيا لبدء تصنيع لقاح (سبوتنيك V) الذي تم تسجيله بهيئة الدواء المصرية، وذلك من خلال خط الإنتاج الجديد لشركة "فاكسيرا" بمدينة السادس من أكتوبر، والذي سيساهم في زيادة إنتاج جرعات اللقاحات، وذلك بجانب التعاون مع بعض الشركات المصرية الأخرى لإنتاج اللقاحات، موضحة أن المراجعة العلمية لهذه اللقاحات تتم من خلال هيئة الدواء المصرية، مثمنة الدور الوطني لهذه الشركات في التعاون مع وزارة الصحة لتوفير احتياجات مصر من اللقاحات.
واستعرضت الوزيرة الوضع الوبائي بمحافظات الصعيد خلال الفترة الأخيرة، مشيرة إلى انخفاض أعداد الإصابات بمحافظة أسوان، كما يتراوح معدل الإصابات بمحافظة الأقصر بين الثبات والانخفاض أحيانًا، كما تشهد محافظة سوهاج زيادة بسيطة في معدل الإصابات، مؤكدة توافر كافة الأدوية والمستلزمات الطبية والأكسجين الطبي والطاقة الاستيعابية بجميع المستشفيات بكافة المحافظات.
وأوضحت الوزيرة أن لجنة الأزمات بمجلس الوزراء تناقش باستمرار الوضع الوبائي والإجراءات اللازمة للحد من انتشار فيروس كورونا، مشيرة إلى توصية منظمة الصحة العالمية بأهمية حصول المواطنين على لقاحات فيروس كورونا التي يتم توفيرها باختلاف أنواعها، موجهة رسالة إلى المواطنين والأطقم الطبية مؤكدة خلالها على مأمونية وفاعلية اللقاحات، ومدى أهميتها في حماية جميع أفراد المجتمع، كما أن اللوائح والاشتراطات الصحية للسفر الخاصة ببعض الدول قد تتطلب مستقبلاً حصول الأشخاص على اللقاحات بالتزامن مع بدء عودة حركة الطيران بين الدول.
وتابعت الوزيرة أنه سيتم تفعيل (Health code) بين مصر والعديد من الدول لإتاحة بيانات اللقاحات خلال السفر بدلاً من شهادات الحصول على اللقاحات أو شهادات الـ "pcr"، لافتة إلى الانتهاء من تطعيم 100 % من العاملين بالقطاع السياحي والأنشطة المرتبطة به بمحافظتي البحر الأحمر وجنوب سيناء بنهاية الأسبوع الجاري.