سلط مسلسل الاختيار 2، الضوء على واحد من أهم رجال الأمن الوطني الشهيد البطل المقدم محمد مبروك، الذي لعب دوره الفنان إياد نصار، والشهيد البطل المقدم محمد مبروك ليس ضابطا عاديا، وإنما كان ضابطا من طراز خاص، ضبط جماعة الإخوان الإرهابية، وأحبط مخططاتهم وشارك في القبض على قياداتهم.
وفي 18 نوفمبر 2013 اغتالت يد الإرهاب الشهيد البطل المقدم محمد مبروك ضابط الأمن الوطني، أثناء مروره بالسيارة التي يستقلها بشارع نجاتي في مدينة نصر، حيث أطلق إرهابيون يستقلون سيارة عدة أعيرة نارية تجاهه مما أدى إلى استشهاده، حتى يتخلصوا منه.
وارتبط اسم الشهيد البطل المقدم محمد مبروك بالعديد من الأحداث المهمة التي وقعت داخل البلاد بعد 25 يناير 2011، وهو الضابط المسئول عن ملف قضية التخابر ضد الوطن والتي كان المتهم بها المعزول محمد مرسي، وعدد من جماعة الإخوان الإرهابية، وكان الشاهد الوحيد بهذه القضية.
وبهذه المناسبة يعرض لكم "صدى البلد" من خلال حلقات يومية قصة استشهاد البطل المقدم محمد مبروك، وكيف تم التخطيط لعملية اغتياله والمشاركين بها.
وبهذه المناسبة يعرض لكم "صدى البلد" من خلال حلقات يومية قصة استشهاد البطل المقدم محمد مبروك، وكيف تم التخطيط لعملية اغتياله والمشاركين بها.
الحلقة الرابعة عشر
وقفنا في الحلقة السابقة عند معرفة والدة الشهيد البطل المقدم محمد مبروك وحزنها الشديد على فقدان ابنها، ومحاولة ضباط الأمن الوطني وجميع الأجهزة المعنية الوصول للمعلومات التي تدل على هؤلاء الإرهابيين الذين قاموا بـ اغتيال المقدم محمد مبروك.
الداخلية تنعى الشهيد محمد مبروك
كانت وزارة الداخلية قد أصدرت في هذا الوقت بيانًا نعت فيه استشهاد البطل المقدم محمد مبروك، فهزَّ النبأ أرجاء البلاد، خاصة بعد الكشف عن هويته ودوره في كشف جماعة الإخوان ومخططاتها، ساد الحزن العميق بين رجال الشرطة، خاصة زملاءه ومَنْ يعرفونه جيدًا.
صراخ زوجة الشهيد عند العلم بـ خبر وفاته
عندما علمت زوجته بـ استشهاده، لم تصدق، أصابتها الصدمة، هرعت إلى الشارع، تصرخ صراخًا مكتومًا، كان الأبناء قد أوى كل منهم إلى غرفته للنوم، عرفت أنه تم نقل الجثمان إلى مستشفى الشرطة بمدينة نصر، شعرت بأن الحياة قد توقفت، سألت نفسها: "ماذا ستقول لأبنائها؟"، "وكيف يستطيعون تحمل الخبر الصادم؟"، "وكيف سـ تمضي الحياة من بعد رحيل زوجها؟".
صراخ الزوجة وفقدان الوعى للأم وحالة ذهول من الأب
بعد قليل وصلت إلى المستشفى، كان الجسد مسجى في الثلاجة، ألقت بجسدها عليه، وكانت أم الشهيد البطل المقدم محمد مبروك قد انزوت في أحد أركان الصالة المواجهة للمشرحة في حالة انهيار شديد، وإغماءات تتكرر بين الحين والآخر، بينما تركت والده غائبًا عن الدنيا في منزله وكأنه لا يرى أمامه سوى صورة ابنه.
ظلت الأم إلى جوار ابنها، صممت على أن تبقى أمام الثلاجة التي تضم الجسد الطاهر، الدموع لا تفارقها، والصرخات المكتومة تكاد تذهب بحياتها، لقد فقدت كل شىء في هذه الحياة.
أما الزوجة فظلت حتى الصباح تُهذي بكلمات غير مفهومة، إنها ما زالت تحت وقع الصدمة، فالزوج كان بالنسبة لها كل شىء، وهي لا تصدق حتى الآن أنه فارقها إلى الأبد.
إخفاء خبر وفاته عن أبنائه
وقبيل شروق الشمس بقليل، كانت الزوجة قد قررت العودة لأبنائها حتى لا يتفاجئوا بغيابها، لقد قررت إخفاء الخبر عنهم، حتى انتهاء امتحاناتهم.
مضت الأم إلى منزلها، عم عبده البواب يتقدم نحوها مطأطئَ الرأس، يسدى إليها بكلمات تخفف من حزنها، لكنها تتجه نحو الأسانسير وكأنها لا تسمع إلا صوته هو، ولا ترى إلا صورته وحده فقط.
فتحت رشا الباب بهدوء، دخلت إلى الصالة، نظرت إلى صورة زوجها، لم تتمالك نفسها، وراحت تجهش بالبكاء، جففت دموعها، وتسللت إلى غرف أبنائها كما تفعل كل صباح، حتى يستعدوا للذهاب إلى مدرستهم في الأتوبيس الذي يتوقف في السادسة والنصف من صباح كل يوم أمام منزلهم.
مهمة عمل إلى جنوب إفريقيا
ظنت زينة أن والدها مازال في سريره، بادرتها أمها بالقول إن والدها غادر في مهمة عمل إلى جنوب إفريقيا، وإنه سيعود خلال أيام قليلة، كان الخبر عاديًا بالنسبة لزينة، إلا أن زياد قال لوالدته: "ولماذا لم ينتظر حتى نستيقظ ونقوم بتوديعه؟"، لكن الأم بادرته بالقول: "إن والده قد غادر المنزل في الثالثة صباحًا"، وانهمرت في البكاء، وعندما سألها الأبناء عن سر بكائها، قالت: "إنها تبكي بسبب غيابه المستمر عن منزله"، فحاول الأبناء الثلاثة تهدئتها.
غادر الأبناء المنزل إلى مدرستهم بعد أن لحقوا بالباص المدرسي الذي جاء في موعده المحدد، نظر إليهم البواب، وأدرك أن الأم لم تبلغهم بالأمر فـ تحاشى الحديث معهم.