عرض برنامج “صباح الخير يا مصر” المذاع عبر التلفزيون المصري، تقريرا باسم “طقوس رمضان في الجزائر.. هدايا ذهب وفضة للأطفال حديثي الصيام”، حيث إنها تقليد متوارث عن الأجداد يرمز للصفاء والبراءة أي أن صيام أصغر طفل في العائلة، كان صافياً ونقياً وخالصاً.
كما أن إن هذه العادة تختلف من محافظة لأخرى، ففي المحافظات التي تقع في غرب البلاد، تقوم الأم بتحضير مشروب خاص مكون من الماء وماء الزهر المقطر طبيعياً، به تعبق رائحة المنزل تلك الليلة، إضافة إلى شرائح دائرية من الليمون، ويلقى داخله قطعة من الذهب أو الفضة، وفي نهاية الإفطار يحصل الصبي أو الصبية على قطع من النقود لتشجيعهما على الصوم.
صيام الأطفال الصغار في منطقة القبائل له نكهة ولذة خاصة، فهي أيام لا تتكرر" هكذا تصف خالتي حورية، التي لا تزال تحتفل بصيام أحفادها للمرة الأولى بعد أن كانت تحتفل في سنوات خلت بصيام أولادها.
فيكون هذا اليوم شبيه بليلة الزفاف، فالطفل يرتدي البرنوس القبائلي، الذي يعتبر رمزاً للشهامة والرجولة، ويضع الطربوش الأصفر فوق رأسه، أما الصبية فترتدي "تقندورت نلقبايل" ذلك اللباس التقليدي الذي ترتديه المرأة القبائلية، وعند حلول موعد إفطار الصائمين، يصعد الطفل الذي يصوم لأول مرة فوق سطح المنزل، ليفطر رفقة أحد أفراد عائلته.
وحتي أن هذه العادة تدل على السمو، وانتقال الطفل من عالم البراءة والطفولة إلى مرحلة النضج العقلي، والجسدي، وتقتصر هذه العادة على الولد فقط، لأن البنت تفطر وسط عائلتها.
وهناك وجبات خاصة بالولد وأخرى خاصة بالبنت، فالمسمن الذي يعتبر من أشهر فطائر المطبخ المغربي، والبيض المسلوق مع العنب المجفف أو ما يعرف بالزبيب يحضر للولد، أما البنت فيحضر لها "المسمن" بالعسل الحر والبيض المسلوق.
وهذه العادات تختلف بين مدينة وأخرى في منطقة القبائل، ففي بجاية التي تبعد 250 كلم عن العاصمة الجزائرية، يفطر الطفل الصغير من قربة ماء تقليدية وسط أغانٍ تمدحه، وتثني على عزيمته، وتكافئه على تأدية الركن الرابع من أركان الإسلام.