الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صباح الخير يا سينا



25 ابريل 1982 اسدل الستار علي صفحة مرة في تاريخ الوطن بانسحاب اخر جندي اسرائيلي من ارض سيناء البوابة الشرقية التي كانت ولا تزال كلمة السر للامن القومي المصري منذ أولى الحملات العسكرية للفراعنة  عبر ارضها لحماية الحدود  مرورا  بمعركة العزة والكرامة  في اكتوبر73 الي الحرب علي جماعات الارهاب الاسود فالمطامع كثيرة واتخذت اشكالا متعددة  من الصراع منها الصريح ومنها الخفي وفي كل مرة كانت الغلبة لخير اجناد الارض وبثمن باهظ من ارواح اغلي الرجال فمثلما كان ماء النيل  يروى الوادي كان الدم المصري يروي رمال سيناء الطاهرة وما اغلاه ثمن وما اغلاك ارض ولما لا فهي الارض التي شهدت التجلي الاعظم للمولي عز وجل. 
استعادة البقعة الغالية جاء بعد انتصار كاسح للسياسة والعسكرية المصرية فقد بدات معركة تحرير سيناء بعد عام 67 والذي خاضت فيه قواتنا المسلحة معارك شرسة وجولات ناجحة بدات بحرب الاستنزاف وتم تكليلها بالعبور العظيم 73.
لتبدا مرحلة المفاوضات  تحت ضغط الانتصار المدوي للجندي المصري الذي اجبر العدو الاسرائيلي وحلفائه الامريكان والغربيين للدخول في مباحثات مع الجانب المصري انتهت بتوقيع اتفاقية السلام العروفة بكامب ديفيد 1979والتي كان من اهم بنودها الانسحاب الكامل من سيناء وفق جدول زمني.
وفي يوم 25 ابريل 1982تم رفع العلم المصري على حدود مصر الشرقية من رفح في شمال سيناء حتي شرم الشيخ بالجنوب وتحقق الانسحاب الإسرائيلي من ارض الفيروز بعد احتلال دام 15 عاماً  وتم إعلان هذا اليوم عيداً قومياً  في مصر احتفالا بتلك الذكري العزيزة علي قلب كل مصري .

وفي اثناء الانسحاب وكعادة الجانب الاسرائيلي اثار ازمة مفتعلة حول مدينة طابا بعد الادعاء باحقيتهم  في طابا باستخدام خرائط وعلامات غير صحيحة الا ان المصريون ايضا كعادتهم العقيدة عندهم  لاتفريط في حبة رمل واحدة وتبدا بعدها معركة من نوع اخر استطاعت خلالها الدبلوماسية المصرية  إثبات نجاحا كبيرا ليتم رفع العلم المصرى عليها في 19مارس 1989 وتكتمل الفرحة بعودة سيناء كاملة .

وبرجوع اخر شبر من ارض الوطن تتحول سيناء  من بؤرة الاهتمام قبل 82الي رف المهملات حتي 2013 فكانت الغائب الحاضر.. الغائب سياسيا واقتصاديا واجتماعيا طوال العام والحاضر اعلاميا ورسميا يومي25ابريل و6اكتوبرفقط  باعتبارهما اجازة رسمية بالدولة وتم تغيبها كجزء من ارض الوطن عن الوعي الادراكي  لتتوراي داخل ذاكرة النسيان خاصة بين جيل الشباب. 
وفي ظل غياب خطط التنمية أصبحت سيناء  شيئا فشئ ملاذًا آمنا وبيئة حاضنة للجماعات المسلحة والعناصرالإرهابية فكان الحصاد المر بعد 35 عاما  لكن باندلاع ثورة 30يونيو وتولي الرئيس عبد الفتاح السيسي  رئاسة الدولة المصرية تصبح تنمية سيناء على رأس أولويات القيادة السياسية  انطلاقا من اهميتها الإستراتيجية وتلبية لطموحات المواطن السيناوي في غدا افضل.
وكان التحدي الكبير المتمثل في وجود بؤر ظلامية لجماعات تكفيرية لا بد من تنقيتها  وتجفيف منابعها  وامتدادا للدور العظيم للقوات المسلحة علي امتداد تاريخها  كانت هي الذراع القوية التي تقود الدولة للتخلص من المخططات الارهابية من ناحية ولدفع عجلة التنمية الاقتصادية من ناحية اخري للخروج بسيناء من النفق المظلم.
ويتم اعادة تلوين كافة مناحي الحياة بسيناء بانجاز العديد من المشروعات الكبري التي  اعتبرها الرئيس السيسي مجرد خطوة تتبعها خطوات آخرى لتنعم أرض الفيروز بالمستقبل الذي يليق بمقوماتها تحقيقا لمستقبل مشرق للأجيال القادمة. 
التحية لكل ابناء الجيش والشرطة المصرية والمجد لارواح الشهداء والعزة والكرامة لك يا وطني .

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط