تحتفل نقابات واتحادات الأطباء البيطريين حول دول العالم، باليوم العالمي للطبيب البيطري الذي يوافق سنوياً السبت الأخير من شهر أبريل.
وتعود بداية الاحتفال بهذا اليوم إلى عام 2000 حين قرر الاتحاد العالمي للطب البيطري في بلجيكا تخصيص يوم السبت الأخير من شهر أبريل كل عام يوما عالميا للطبيب البيطري، والذي ويهدف إلى التوعية بدور الطبيب البيطري في المجتمع والحفاظ على صحة الحيوان والإنسان.
نظرة عبر التاريخ
عرفت مصر الطب البيطري منـذ عـام 2000 ق.م، كما دلت على ذلك أوراق البردي التي أكتشفها العالم الأثري"فلندس بترس" عام 1889 بالفيوم.
عرف الطبيب البيطري عند قدماء المصريين باسم "الصائـن" ، كما عرف العـرب المحترفون لمهنة الطب البيطـري بـ"البياطـرة"، وكانـت مـصـر فـي مقدمـة الـدول التي اهتمت بتعليم الطب البيطـري فـي عهـد محمـد على باشا ، حيث ظهر وباء قتل الكثير من البقر المستعمل في تبيض الأرز الخاص بالجيش المصري برشيد.
اتخذ محمد على قرار بإنشاء أول مدرسة للطب البيطري فى رشيد عام 1827 م، وضمت الطبيبين البيطريين الفرنسيين "هامون وبرينو" ومترجم إيطالي وشيخ من الازهر، و 10 طلاب.
فـي عام 1831 م تـم نـقـل المدرسة من رشيد إلى أبي زعبل للاستفادة من معامل كليـة الطـب البشري توفيرا للنفقات.
وفي عام 1838م نقبت المدرسة الي إسطبلات شبرا للعناية بالحيوانات، بعد ان ساءت حالتها الصحية، وضمت المدرسة وقتها 120 طالبا، اشترط أن يكونوا حاصلين على شهادة إتمام الثانوية أو أن يكونوا من خريجي مدرسة الألسن، وكانت الدراسة لمدة خمس سنوات باللغة الفرنسية مع وجود مترجـم إلى اللغة العربية.
وفـي عـام 1839 م تـم ضـم مدرسـة الزراعـة إلـى مدرسـة الطـب البيطـري بشبرا، وتعاونت المدرستان فـي تدريس المواد المشتركة، وفي عام 1869 م نقلت المدرستان إلى العباسية.
و بعـد عـام 1870 م نقلت مدرسة الطب البيطري إلى القصر العيني، وأغلقت في عـام 1881 م إلى أن أعيد فتحها فـي عـام 1901 م فـوق المعمل الخديوي بمصلحة الصحة بوزارة الداخلية، وأصبحت مدة الدراسة بها 3 سنوات ثم أصبحت 4 سنوات في عام 1905 م، وفي عام 1912 انتقلت المدرسة إلى مبناها الحالي بالجيزة.
و في عام 1914 تم ضمت المدرسة إلى الوحدة المشرفة على مقاومة الأوبئة والصحة العامة للحيوان، وبذلك تبعت وزارة الزراعـة، وعندما اندلعت الحرب العالميـة الأولـى نقـص عـدد الطلبـة مـن 57 طالبـأ عـام 1913 إلى 17 طالبا عام 1920 م.
في عام 1923 ضمت إلى وزارة المعارف.
في عام 1935 ضمت المدرسة إلى الجامعة المصرية وألحقت بكلية الطبة.
في عام 1938 فصلت عن كلية الطب وأصبحت مدة الدراسة بها خمس سنوات.
في عام 1946 م اعتبرت مدرسة الطب البيطري كلية بقرار من مجلس الجامعة في مايو 1946.
و في عام 1981 م قرر المجلس الأعلى للجامعات في 8 / 8 / 1981 م إنشاء كلية الطب البيطري ببني سويف.
كما صدر قرار رئيس الجمهوريـة رقـم ( 78 ) بتاريـخ 1982 م متضمنا إنشاء كلية الطب البيطري ببني سويف في 13 / 2 / 1982 م. وقـد بـدأت الدراسة بالمكليـة فـي العام الجامعي 81 / 1982 بقبـول عـدد ( 50 ) طالب وطالبة من محافظات ببني سويف والفيوم والمنيا.
دور الاطباء البيطريين في مواجهة كورونا
من جانبه وجه الدكتور خالد سليم النقيب العام للأطباء البيطريين، رئيس اتحاد الأطباء البيطريين العرب، التهنئة إلى كل الأطباء البيطريين بمصر والدول العربية الشقيقة وكافة دول العالم في اليوم العالمي للطبيب البيطري، مثمنا دورهم في الحفاظ على صحة الإنسان والحيوان على حد سواء.
وأوضح سليم، أن احتفال هذا العام يأتى تحت شعار " Veterinarian response to the Covid-19 crisis"، تقديرا لدور الأطباء البيطريين حول العالم في جائحة فيروس كورونا، مشيرا إلى أن جائحة كوفيد 19 كانت متوقعة نظرا لأن أكثر من 70 % من الوبائيات المستجدة مصدرها حيواني.
وأشار نقيب الأطباء البيطريين إلى ضرورة الاستثمار في صحة الحيوانات مع صحة البشر لمنع حدوث جائحة عالمية أخرى ولتقوية النظم الصحية، مؤكدا أن ذلك يتطلب أيضا الاستثمار في الأطباء البيطريين والمستلزمات البيطرية مع مراقبة الأمراض الحيوانية بشكل صحيح، تطبيقا للمفهوم الشامل للصحة الواحدة.
وأكد نقيب البيطريين، أن الزيادة السكانية وكثافة الإنتاج الحيواني والزحف العمراني والاقتراب من الحيوانات وانتشار الأسواق، جميعها عوامل توفر البيئة المناسبة لإحداث وباء خاصة في حالات الضعف المناعي، لافتا إلى أن مواجهة الوبائيات يتطلب وضع الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، والأوبئة ضمن سجل المخاطر، وتخصيص حصة من الاستثمار لصالحها لمنع تفشي المرض، مشيرا إلى ضرورة تبنى اتحاد نقابات المهن الطبية قانونا للصحة الواحدة.
وأشار نقيب الأطباء البيطريين إلى ضرورة تدريب المزيد من الأطباء البيطريين لتوفير الرعاية الصحية الحيوانية الأساسية، ومكافحة الأمراض الحيوانية المنشأ من خلال الوقاية والتشخيص والعلاج والمراقبة بشكل مستمر، حيث أن عدم كفاية الأطباء البيطريين والخدمات البيطرية المنظمة يُحدث خسائر كبيرة في الثروة الحيوانية وانتشار الأوبئة.