قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن سبب مجيئ الإمام الشافعي لمصر هو للفهم والدراسة بمدرسة الليث بن سعد المصري، والذي قال عنه إنه كان أعلم من الإمام مالك إلا أن أصحابه ضيعوه ولم يحافظوا على علمه وينقلوه عنه مثلما فعل أصحاب الإمام مالك، وحتى يلتقي بابن عبد الحكم والبويطي والمزني، والربيعين الربيع الجيزي والربيع بن سليمان تلاميذ الليث بن سعد.
وأضاف «جمعة»، خلال لقائه ببرنامج «مصر أرض الصالحين» على فضائية «مصر الأولى»، أن الإمام الشافعي جاء لمصر عام 195 هجريًا بعد قدوم السيدة نفسية بعامين، ومات عام 204.
وأشار إلى أن الإمام أحمد بن حنبل التقي بالشافعي في مكة في الحج، وانبهر به لفهمه العميق ولازمه، وقال عنه لو فاتك الشافعي لفاتك الكثير.
وتابع: إن المصريين استقبلوا الشافعي استقبال حافل عند مجيئه، لكون رحلاته للحج واليمن والعراق كانت معروفة لديهم، وكانت السيدة نفسية أحد أسباب دخوله لمصر.
وواصل: أن ما يميز الشافعي أنه كان له حلقات ومجلس علم لتدريس القرآن والحديث، وكان كثير التردد على السيدة نفسية؛ للحديث معها في اللغة والتفسير، لافتاً إلى أن تغيير الشافعي بعض آرائه عقب مجيئه لمصر نضج فكري متعلق بكم ما يحصله الإنسان والخبرة الحياتية والمدرسة الفكرية.