قصر الطاهرة، ذلك القصر الذي كان شاهداً على تواجد رجال فيه، استطاعوا أن يغيروا التاريخ الحديث، من خلال إدارتهم لأشرف وأنبل معارك الاستقلال ورد الكرامة، وهي معركة نصر العاشر من رمضان عام 1973.
حينما عبر عشرات الآلاف من أبطال القوات المسلحة، في العاشر من رمضان عام 1973، إلى الضفة الشرقية لقناة السويس، لاستعادة أغلى بقعة في الوطن وهي سيناء، واستعاد المصريون الأرض، واستعادوا معها كرامتهم واحترامهم للعالم، حيث تعد حرب أكتوبر المجيدة، علامة مضيئة في تاريخ العسكرية المصرية العريقة فقد تبارت فيها جميع التشكيلات والقيادات في أن تكون مفتاحا لنصر مبين.
فلقد توهم المحتل الإسرائيلي أن المصريين لم ولن يستطيعوا أن يحرروا أرضهم، لكن شاء الله أن الجيش المصري وهو من نبت شعب لا يعرف المستحيل استطاع هزيمة المحتل الإسرائيلي والقضاء على أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وقام بإذلاله وتدميره في 6 ساعات.
فـ "قصر الطاهرة" كان شاهداً على إدارة أعظم معركة عسكرية في التاريخ الحديث ، حيث كان القصر مسرحاً لعمليات حرب العاشر من رمضان 1973، وخلال عام 1973، شهد القصر لقاءات الاستعداد لحرب أكتوبر المجيدة وكان هناك نشاط من نوع مختلف، حيث كان هناك تكتم شديد ، وتم تحويل أجزاء من القصر إلى غرف متابعة للحرب ، كما أن الخرائط الضخمة لسيناء قد غطت جميع جدران القصر.
ويقع القصر بشارع سليم الأول بمنطقة حلمية الزيتون بمحافظة القاهرة، وقد أنشأه الخديو إسماعيل في منتصف القرن التاسع عشر وقد سمي بقصر الطاهرة نسبة إلى الملكة صافيناز ذو الفقار التي لقبت بالملكة فريدة وأطلق عليها الشعب لقب الطاهرة، وقد كانت متزوجة من الملك فاروق.
وقام ببناء القصر المعماري الإيطالي "أنطونيو لاشياك" وقد تم بناء القصر على الطراز الإيطالي ويظهر ذلك جليًا في السلالم الرخامية والسقوف المرمر الرائعة ، ويعتبر "أنطونيو لاشياك" من أعظم المعماريين الأجانب الذين جاءوا إلى مصر ، فهو الذي صمم مجموعة كبيرة من مباني وسط البلد.
وتتضح براعة "لاشياك" في قصر الطاهرة، حيث استغل كل ركن به وعلى الرغم من مساحته الصغيرة ، إلا أنه أصبح من أجمل القصور على غرار القصور الملكية، والقصر تحيطه حديقة بديعة، خلقت تناسقا رائعا بين بهاء المبنى والطبيعة الخلابة المحيطة به ، وكان لتأثيثه من الداخل واختيار ديكوراته دور مهم فى توفير الشعور بالترحاب والراحة للزائر والمقيم ، حيث وزعت التحف وقطع الأثاث داخل الغرف بتناسق وجمال ينم عن ذوق رفيع.
مصر والقوات المسلحة تحتفل هذه الأيام، بذكرى نصر العاشر من رمضان عام 1973، وقد عبر عشرات الآلاف من أبطال القوات المسلحة، في السادس من أكتوبر عام 1973، إلى الضفة الشرقية لقناة السويس، لاستعادة أغلى بقعة في الوطن وهي سيناء، واستعاد المصريون الأرض، واستعادوا معها كرامتهم واحترامهم للعالم، حيث تعد حرب أكتوبر المجيدة، علامة مضيئة في تاريخ العسكرية المصرية العريقة، فقد تبارت فيها جميع التشكيلات والقيادات في أن تكون مفتاحا لنصر مبين.