قال الدكتور محمد داود، المفكر الإسلامي، إن الله أفرد النار وجمع الجنات لحكمة عالية وهى بيان سعة رحمة الله سبحانه وتعالى، وبيان أن الإنعام والتفضل إنما هو الأصل الذى يكون فيه الإنسان، وأن الجنات أبوابها مفتحة وعظيمة وعديدة، لذلك جمع الجنات ترغيبا للمؤمنين بل للبشرية السمحة وللإنسانية السمحة كلها لكى تسعى إلى الإيمان.
وأضاف «داود» خلال تقديمه برنامج «روائع البيان القرآني»، على موقع «صدى البلد»، أن النار جعلها الله مفردة وكأنها استثناء في سياق رحمته عز وجل.
وأشار "داود" إلى أن القرآن الكريم يخاطب الناس جميعا فانظر إلى قوله تعالى “إن الله بالناس لرءوف رحيم” وقوله تعالى «ورحمتى وسعت كل شيء».
وأوضح المفكر الإسلامي أنه يوجد خطاب في القرآن الكريم يسع الكون كله، قال تعالى «وما كنا عن الخلق غافلين» فالله سبحانه وتعالى خلق كل هذا الكون ولم يهمل كونه ولا خلقه، وإنما ولاه بكل رعاية وكل نعيم، وهناك حديث الإيمان «يختص برحمته من يشاء» و«آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير».
وأكد أن الله أفرد النار وجمع الجنات، دلالة على سعة رحمته وواسع فضله العظيم،وعلى ترغيب الله للبشرية جميعا أن يسارعوا إلى جنة عرضها كعرض السموات والأرض أعدت للمتقين.
ونوه إلى أنه ينبغي هكذا أن يكون التدبر والنظر فيما أفرد من كلمات وفيما جمع فى مقابلها من كلمات وما يعقلها إلا العالمون وما يذكر إلا أولو الألباب.