الزبير بن العوام بن خويلد رضي الله عنه، يجتمع نسبه مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قصي بن كِلابٍ، وهو ابن عمَّةِ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ فأمُّه السيدة صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها، وأبوه العوام هو أخٌ لأم المؤمنين السيدة خديجة بن خويلد عليها السلام.
ولد سنة 28 قبل الهجرة في مكة المكرمة، وعندما بلغ عمره ست عشرة سنة أسلم وصار من أوائل من دخلوا في الإسلام، وتعرَّض للابتلاء في أول إسلامه.
تزوج من السيدة أسماء بنت الصديق رضي الله عنهما، فأنجبت له ولده عبد الله، الذي كان أول مولود ولد في مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد الهجرة.
هو حواري الرسول الكريم، وأحد العشرة المشهورين المبشرين بالجنة، وأول من سلَّ سيفًا في سبيل الله، وشهد المشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ونزلت الملائكة يوم بدر على نفس هيئتة، وقاتل دفاعًا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يومها قتالًا شديدًا، حتى كان الرجل يدخل يده في الجراح في ظهره وعاتقه، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول له يومها: «ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي».
وفاته :
وانتقل إلى الرفيق الأعلى شهيدًا سنة 36هـ؛ حيث قتله ابن جرموز بوادي السباع بالبصرة وهو يصلي، فلما جيء به مقتولًا بكى عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه، وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «بَشِّر قاتلَ ابنِ صَفيةَ بالنار». فرضي الله عن سيدنا الزبير بن العوام.