تلقى مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف سؤالا تقول صاحبته: “هل أأثم إذا تركت السحور فى رمضان مخافة الزيادة فى الوزن حيث إنى أنام بعد الفجر مباشرة؟”.
وأجابت سارة سلطان، واعظة بالأزهر الشريف، عن السؤال قائلة: إن السحور سنة وأمر مستحب عن النبي صلى الله عليه وسلم، فمن فعله فقد أخد الأجر والثواب ومن تركه فقد حرم نفسه من الأجر، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “تسحروا فإن فى السحور بركة”.
وأشارت خلال فيديو عبر صفحة مجمع البحوث الإسلامية على "فيس بوك" إلى أن الأمر فى الحديث للندب وليس للوجوب، فترك السحور لا يؤثر على صحة الصيام، فهو ليس ركنا ولا واجبا من واجبات الصيام.
وقدمت الواعظة نصيحة بأن علينا أن نغتنم شهر رمضان فى ذكر الله وقراءة القرآن وأن نمتثل بقول النبي صلى الله عليه وسلم من صلى الفجر ثم قعد يذكر الله سبحانه وتعالى حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة.
معنى قول النبي" تسحروا فإن في السحور بركة"
أوصى النبي - صلى الله عليه وسلم - بالسحور لأنه من أكثر ما يُعين المُسلم ليتم صومًا مقبولًا، وأن هناك سببين لذلك، أولهما أنه يقوي المُسلم على العبادة والطاعات في نهار رمضان؛ لأن الجائع قد يشعر بفتور أو كسل.
كما أن السحور فيه مدافعة لسوء الخُلق بالنسبة للصائم، والذي يُسببه الجوع والعطش خاصة في فصل الصيف، لافتة إلى أن هذه هي البركة، التي ذكرها النبي - صلى الله عليه وسلم-فقال: «تسحروا؛ فإن في السحور بركة».عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : «تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً»، رواه البخاري.
قال الإمام ابن حجر العسلاقى فى كتابه فتح البارى لشرح صحيح البخارى، إن قول النبى: «تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً»، المراد بالبركة الأجر والثواب، وقيل: البركة لكونه يقوي على الصوم وينشط له ويخفف المشقة فيه، وقيل: البركة ما يتضمن من الاستيقاظ والدعاء في السحر.
وتابع: «والأولى أن البركة في السحور تحصل بجهات متعددة، وهي اتباع السنة، ومخالفة أهل الكتاب، والتقوى به على العبادة، والزيادة في النشاط، ومدافعة سوء الخلق الذي يثيره الجوع، والتسبب بالصدقة على من يسأل إذ ذاك أو يجتمع معه على الأكل، والتسبب للذكر والدعاء وقت مظنة الإجابة، وتدارك نية الصوم لمن أغفلها قبل أن ينام».
وأوضح ابن حجر فى شرحه للحديث، أن الإمام ابن دقيق العيد قد ذكر: هذه البركة يجوز أن تعود إلى الأمور الأخروية فإن إقامة السنة يوجب الأجر وزيادته، ويحتمل أن تعود إلى الأمور الدنيوية كقوة البدن على الصوم وتيسيره من غير إضرار بالصائم، مضيفاً أن ومما يعلل به استحباب السحور المخالفة لأهل الكتاب لأنه ممتنع عندهم، وهذا أحد الوجوه المقتضية للزيادة في الأجور الأخروية، مؤكداً أن السحور يحصل بأقل ما يتناوله المرء من مأكول ومشروب.