-السناتور الجمهوري ليندسي جراهام والجنرال المتقاعد جاك كين في مقال بصحيفة "وول ستريت جورنال":
- سيناريو الحرب الأهلية في أفغانستان كان يمكن تفاديه بإبقاء قوة عسكرية أمريكية صغيرة
- اندلاع حرب أهلية في أفغانستان مسألة وقت.. وإيران والقاعدة وداعش سيشعلون المنطقة
- قرار بايدن بالانسحاب “سياسي” ويضر بالأمن القومي الأمريكي
يترقب العالم سواء في المشهد الإقليمي والدولي، يوم 1 مايو المقبل، وهو الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الأمريكي جو بايدن، لسحب قوات بلاده من أفغانستان، وسط تخوفات شديدة من اندلاع حرب عارمة بين عناصر تنظيمي القاعدة وداعش، كما حدث في العراق عام 2011.
واعتبر السناتور الجمهوري ليندسي جراهام والجنرال المتقاعد جاك كين في مقال بصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن قرار سحب كل القوات الأمريكية من أفغانستان، سيكون كارثيًا خلافاً لنصيحة العسكريين،وأنه سيطارد الولايات المتحدة والعالم.
وقال جراهام وكين في المقال: "يجب أن نكون قد تعلمنا بأن السماح بملاذ للإسلاميين الراديكاليين للتخطيط لهجمات ضد الولايات المتحدة وحلفائها ليس عملاً حكيماً. ولو دمرنا الملاذ الأفغاني عقب الهجمات على السفارتين الأمريكيتين في أفريقيا (1998) والمدمرة يو إس إس كول (2000)، لما كانت وقعت هجمات 11 سبتمبر، على الأرجح".
وبحسبهما، فإنه في الأشهر والسنوات المقبلة، ستفقد الحكومة الأفغانية في كابول تدريجيًا نفوذها في أنحاء البلاد. وسيشرع الإيرانيون في السيطرة على غرب أفغانستان، وستبدأ "طالبان" بإدارة المنطقة الجنوبية. وسيعيد تحالف الشمال تنظيم نفسه.
وسيكون شرق أفغانستان تحت سيطرة شبكة حقاني، وهي كيان مصنف على لائحة وزارة الخارجية الأمريكية للإرهاب. وستستغل عناصر "داعش" و"القاعدة" الذين يحومون حول أفغانستان، حالة الفوضى.
وفي غياب أي وجود عسكري أمريكي أو أطلسي، ستعمل كل مجموعة على تدريب نفسها.
فيما يقول الكاتبان: "لنتخيل أننا نسلم شؤون أمننا القومي إلى طالبان.عملية تكليف طالبان بردع القاعدة وداعش هي مثل من يسأل الثعلب حماية قن الدجاج. إنها مسألة وقت قبل أن تنشب حرب أهلية أخرى".
كل ذلك، كان يمكن تفاديه بإبقاء قوة صغيرة من قوات مكافحة الإرهاب الأمريكية والأطلسية لمساعدة الجيش الأفغاني على الضغط على الأطراف من أجل إيجاد حلول سياسية للمشاكل المعقدة في أفغانستان.
ويرى جراهام وكين، أن الرئيس بايدن لن يستطيع القول إنه لم يتم تحذيره، فلقد أطلقت أجهزة الاستخبارات مرارًا التحذيرات من المخاطر التي ستنجم عن إنسحاب غير مشروط ومن الفوضى التي ستلي ذلك. كان القرار بترك كتيبة صغيرة من القوات الأمريكية في أفغانستان، يحظى باجماع الحزبين، وبقاء ما بين 2500 جندي إلى 5000 جندي كان موضع نقاش، وهو يمثل خفضاً في القوات يصل إلى 95 في المئة من العدد الذي بلغته في ذروة التدخل الأمريكي عام 2011.
وقال الكاتبان: "كنا حاسمين في دعمنا إبقاء قوة أمريكية في نقاط ساخنة مثل العراق وسوريا وشرق أفريقيا وأفغانستان، بصرف النظر عمن هو الرئيس. وضغطنا على الرئيس السابق دونالد ترامب ليتراجع عن اقتراحه بسحب كل القوات من العراق وسوريا، ويحسب له، أنه أعاد حساباته. ونعتقد أنه لو كان ترامب قد انتخب لولاية ثانية، لكان أجرى مراجعة جدية لإبقاء قوات أمريكية في أفغانستان. ليس فقط لأن هذا ما يوصي به الجيش منذ سنوات، وإنما لأن شروط الانسحاب ليست متوافرة. أفغانستان مستقرة، تصب في مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة وحلفائها".
اتخذ بايدن على ما يبدو قراراً سياسياً من شأنه إلحاق الضرر بالأمن القومي الأمريكي. وهناك خيارات عدة عندما يتعلق الأمر بأفغانستان. ولكن لسوء الحظ اختار بايدن الأكثر خطورة. وستستفيد الصين وروسيا وإيران من الفراغ الأمني الذي سيتركه قرار الانسحاب.