وهب حياته وعلمه للجميع بلا استثناء، فلا فرق لديه بين مريض من “علية القوم” أو آخر يسكن فى “عشة” متواضعة على أطراف المدينة، فاستحق بجدارة أن يحمل لقب " طبيب الغلابة" من أبناء قفط جنوب قنا، الذين بادلوه حباً بحب، بعدما أدى رسالته تجاه المرضى على أكمل وجه.
الحب المتبادل بين الطبيب جوزيف حبيب، و أبناء قفط، نبع من عقود طويلة من العمل بنطاق مركز ومدينة قفط، تحول خلالها إلى واحد من أبناء المدينة، خاصة بعدما ترك مسقط رأسه فى نجع حمادى، ليستقر مع أسرته فى مركز قفط حتى وافته المنية صباح السبت.
حالة الحزن التى أحدثها رحيل الطبيب الإنسان، بين جموع أبناء مدينة قفط، فقراء وأغنياء، شباباً وشيوخاً، لم تأتى من فراغ أو مجرد تعاطف مع طبيب انتصر عليه فيروس كورونا، ولكنها نابعة من مواقف انسانية يشهد بها الجميع للطبيب الذى لم يتأخر عن نجدة مريض، رغم ندرة تخصصه والذى يجعله فى حل من الذهاب إلى المرضى فى منازلهم.
نبأ وفاة الطبيب الراحل فى مستشفى الجونه بالغردقة بعد أيام من الصراع مع فيروس كورونا، حول صفحات الكثير من أبناء قفط على مواقع التواصل الاجتماعى، إلى صفحات نعى للطبيب الانسان الذى التزم برسالة الطب و قيمة كشف كانت رحيمة بالفقراء فى ظل ما تشهده مهنة الطب من تجارة.
قال محمود القبانى" من أبناء قفط"، الطبيب الإنسان من أبناء مدينة نجع حمادى، لكنه استقر وعاش فى مدينة قفط حتى بعد خروجه للمعاش، وفتح بها عيادته الخاصة التى كانت مقصداً للكثير من أبناء قفط، نظراً لما لمسوه فيه من انسانية و أخلاقيات فى التعامل مع الجميع، فضلاً عن قيمة الكشف التى كانت تراعى الفقراء ما جعله حبيباً لهم ومقرباً من الجميع.
و أضاف القبانى، الطبيب الراحل لم يرفض طلب لمريض أن يزوره فى المنزل حتى و إن كان على أطراف المدينة، ودون نظر لمكانة ومستوى المريض، رغم أن الجراحة العامة من التخصصات التى يخرج المتخصصين فيها من عياداتهم، لكنه كان يعلى قيمة الإنسانية ورسالة الطب قبل أى شىء آخر.
يذكر أن الدكتور جوزيف حبيب مرقس، أخصائى جراحة عامة، من أبناء مدينة نجع حمادى، لكنه استقر بمدينة قفط، عقب تخرجه، وفتح عيادة بوسط المدينة، وتوفى صباح السبت فى مستشفى الجونة عقب إصابته بفيروس كورونا.
الطبيب الراحل له من الأبناء الدكتور ماركو "طبيب بشرى" والدكتورة ماريان" صيدلانية"، فيما توفى ابن ثالث بالسرطان أثناء دراسته فى كلية الطب.