وسط عشرات من سيارات الإطفاء تصاحبها عدد كثيف من عربات الإسعاف، احتشد أهالي كفر حصة بالقليوبية حول قطار طوخ المنقلب الذى خلف وراءه العشرات من الإصابات والوفيات بعد انقلابه اثر خروجه من قضبان السكة الحديد.
امتزجت قضبان سكة حديد القطار المنقلب، بدماء و بقايا ضحايا الحادث، التي غطتها الشحم الأسود و الغبار ، في مشهد يجسد صعوبة مشهد الحادث المؤلم الذي وقع ظهر اليوم على قضبان كفر حصة.
كل ما يمكن رؤيته عربات القطار منقلب على قضبان منحني متناثرة حوله اخشاب القضبان المتهالك بفعل الحادث، وبقايا من زجاج المشهد من نوافذ القطار التي كانت منفذ لانتشال مصابين و ضحايا القطار.
ملابس و أحذية أطفال و رجال و حقائب سفر و أغطية قماشية ، هو كل ما تبقى من ضحايا الحادث القطار المقلوب، بين قضبان القطار و جنابات السكة الحديد التي تفصلها عن الطريق إحدى تفريعات الترع المجاورة للقضبان.
بزي احمر مدون عليه اسعاف، اصطف العشرات من المسعفين والمسعيفات لنقل ضحايا حادث القطار على قدما وساق في ظمأ الصيام في نهار رمضان، وسط تعاون الأهالي الكفر الذي ظلوا يرافقون رجال الإسعاف والحماية المدنية لإنقاذ المصابين وإخراج جثث الضحايا.
في لحمة شعبية تكاتف الجميع لإخراج الراكبين الاحياء، و بقايا الموتى منذ وقوع الحادث في ظهر اليوم حتى إطلاق مدفع الافطار حتى تأكد الجميع من خلو عربات القطار من اي ضحايا.
حمل الأهالي المياه والطعام لكافة المتواجدين من مسعفين وقوات أمن وحماية المدنية، ليفطر المتواجدين بعد تمكنهم من اخلاء القطار بالكامل خلال ٧ ساعات من العمل الشاق و المضني.
داخل كراتين مياه معدنية فارغة وضع الأهالي بقايا الضحايا و مقتنياتهم من ملابس و حقائب وهوايات شخصية مهمة لا يظهر منها سوى بعض من الحروف و الكلمات لأحد ضحايا القطر المقلب.
وفي حلول الليل وضع الأهالي الإنارات لاستكمال أعمال نقل القطار المحطم بواسطة رافعات مدون عليها سكة حديد مصر، لينتشلوا العربات المهشمة من القضبان المنحني الأطراف.
وفي هذا الاثناء تفقد وزير النقل كامل الوزير للوقوف حول ملابسات الحادث، حيث سار بمكان انقلاب القطار، وتابع كافة التفاصيل المعنية لمعرفة مستجدات الحادث المؤلم الذي راح ضحيته العشرات من ركاب القطار.
ظل الأهالي وكافة الجهات المعنية بمكان حادث القطار، مستمرين في عملهم حتى بعد ساعات الإفطار في تعاون يكشف معدن واصل الشعب المصري وقت الأزمات الصعبة .