EN
قال مجمع البحوث الإسلامية إنه كما جعل الله لنا فى أعمارنا أيام خير وجد لنا في البشر أناس خير، ومثل ما يوجد أيام نلتمس فيها رضا الله جعل لنا أناس نلتمس فيهم رضى ربنا، وأول من نقابلهم ونلتمس فيهم رضا الله هم الوالدين.
وأضاف مجمع البحوث الإسلامية خلال فيديو عبر صفحته على فيس بوك أنه عندما تكلم ربنا في القرآن الكريم عن الولدين تكلم بإعجاز شديد جدا، فنحتاج أن نقف عند هذه الكلمات التي وصى بها سبحانه وتعالى بالولدين.
وأشار مجمع البحوث إلى أنه من أشهر هذه الآيات التى تكلم فيها سبحانه وتعالى عن الوالدين، ما جاء في سورة الإسراء “وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا” فبين الله لنا أن عبادته هي أهم شيء في الكون، والطبيعي أن يكون ما بعد عبادة الله أمر مهم فقال بر الولدين.
وذكر أن سيدنا طاهر بن عاشور قال جملة جميلة فى تفسيره للآية وهي لماذا قال سبحانه و"بالوالين إحسانا" ولم يقل وإحسانا بالولدين أو أحسن للولدين؟، أن الله قدم فى اللفظ فى الكلام ذكر الولدين لكى لا يكون هناك شيء مقدم عن الأب والأم. ولم يقل عاملهم بالحاجة الحسنة وقال بالحسنى، فلما تكلم الله عن الحسنى وقال هذه هى المعاملة التى يجب أن تكون بينك وبين والدايك فهذا إعجاز رهيب.
ما الفرق بين الحسنى والحسنة
نجد أن الفعل الحسن هو الذى أفعله ولا يتعداني، والشخص الذى أمامي لا يشعر به، والمعنى ببساطة عندما أطلب منك أن تجلس على الكرسي فقد صدر مني فعلا حسنا، أما أن آتي لك بكرسي وأجلسك عليه فهذه هى الحسنى التي أمرنا الله سبحانه وتعالي أن نعامل بها الولدين.
وجاء فى تعليق سيدنا سعيد بن المثيب على هذه الآية “وقل لهما قولا كريما” أن القول الجميل كقول العبد المذنب لسيده الفظ، والمعنى لو يوجد عبد مذنب يكلم سيده الصعب الشديد وهو مخطئ فمن الطبيعى عندما يتحدث معه يكون مكسورا أمامه وعينه لا تتعداه ولا ترتفع فيه أبدا، فمن الطبيعى أن نراجع جميعا هذا الكلام ونأخذ بالنا من معاملتنا لوالدينا وننظر هل نعاملهما بالحسنى ونتعامل معهما كما ينبغى أم لا، ولا يوجد أفضل من هذه الأيام كى نراجع فيها أنفسنا ولا أكرم من هذه الأيام لكى نراعى فيها بعض.
