قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

أحمد شندي يكتب: جزيرة بريم

×

جزيرة بريم او جزيرة ميون وتسمى بالانجليزية Perim
هي جزيرة بركانية في مضيق باب المندب ،وتبلغ مساحتها 13 كم² ، إدارياً تتبع لمديرية ذُباب (باب المندب)
بمحافظة تعز ويبلغ تعداد سُكانها حوالي 250 نسمة بحسب التعداد السكاني لليمن عام 2004. يوجد في الجزيرة ميناء طبيعي في الناحية الجنوبية الغربية للجزيرة ، وتقسم الجزيرة مضيق باب المندب الى قناتين.

يعود ذكر الجزيرة أول مرة الى الكتاب اليوناني The Perriplus of the Erythrean Sea الذي كتب في 50م وقد ذكرت تحت اسم “جزيرة ديودوروس”. وأول ذكر للجزيرة بإسمها ميون كان في عام 575 م عندما قامت الحبشة بإحتلال أجزاء من اليمن وطرد سكان جزيرة ميون الذين كانوا من أصول حميرية وستعانو بالملك كسرا الأول حاكم الامبراطورية الساسانية في بلاد الفرس. وفي عام 1540م يأتي الدوق الفونسو دي ألبوكيرك البرتغالي وهو عائدأ من جزيرة كمران ويطلق اسم Vera Cruz على الجزيرة بعدا شاهد صليب يلمع في سماء الجزيرة على حسب روايته
وقد حاول القراصنة الذي كان يعج بهم البحر الأحمر في الفترة مابين 1695-1698 الإستيطان في حزيرة بريم ولكنهم فشلوا وذلك لقلة المياة الجوفية الصالحة للشرب مما جعل الجزيرة صعبة الإستيطان لفترات طويلة وإحتلت فرنسا جزيرة بريم عام 1738م.

وفي عام 1799م أرسلت بريطانيا بعثة لإحتلال الجزيرة كونها تشكل موقع استراتيجي لغلق مدخل البحر الأحمر وتشكل سد منيع بين نابليون في مصر ومصالحها في الهند، إلا أن البعثة لم تدم طويلاً بسبب قلة مياه الشرب أدى ذلك إلى انسحابها من الجزيرة. ولكنها عادت مرة أخرى في يناير من عام 1857م لترفع علم بريطانيا مرة أخرى . وقد عمل الأنجليز في تحسين وضع الجزيرة وجعلها ثكنة لجنودهم ،وقاموا ببناء فنار في العام 1861م.
بالرغم من أن أول مكتب بريد افتتح بشكل رسمي في بريم كان في العام 1915م ، إلا أن الجوابات كان تُرسل من الجزيرة بطريقة غير مباشرة بداية من العام 1860م عن طريق تسليم الرسائل إلى السفن المارة من الجزيرة والتي بدورها تقوم بتسليمها الى مكتب بريد عدن الرئيسي. وفي العام 1871م تم تجهيز مجموعة من “الجمالة” تكون في انتظار المراكب القادمة من بريم الى شبة جزيرة “جبل الشيخ سعيد” ومن ثم يتم نقلها بالجمال الى عدن. تكلفة هذه الخدمة كانت 25 روبية هندية في الشهر مقابل نقل البريد من وإلى بريم مرتين في الشهر. بالرغم من بساطة هذه الطريقة إلا أنها لم تكن تخلوا من مشاكل أهمها شدة الرياح في مضيق باب المندب الذي كانت تؤدي الى تأجيل نقل البريد من الجزيرة لأيام واحياناً إلى اسابيع ، وأيضاً قطاع الطرق المتربصين بالجمالة وسرقة الطرود.

وفي عام 1883م تم تأسيس شركة The Perim Coal Company والتي كان مقرها في ليفربول وفي يوليو من نفس العام تم بناء محطة لتموين السفن والبواخر بالفحم في الجزء الغربي من الجزيرة. ومع هذا الإنشاء شهدت الحزيرة نقلة نوعيه في الخدمات البريدية خاصة والخدمات العامة. حيث قامت شركة الشرق للخدمات البرقية The Eastern Telegraph Company بإنشاء محطة كابلات تم ربط الجزيرة بعدة نقاط مهمة أهمها السويس عام 1881م ، شبة حزيرة الشيخ سعيد 1891. مع توفر الخدمات وإزدياد عدد السفن والبواخر القادمة الى الميناء للتزود بالفحم زادت كمية الرسائل والطرود، والتي يمكن تقسيمها إلى نوعين .

النوع الأول: رسائل وأظرف مُرسلة من السٌفن والتي يمكن التعرف عليها عن طريق كتابة “Off Perim ” ومن ثم إرسالها إلى عدن ليتم ختمها من مكتب بريد عدن الرئيسي.
النوع الثاني : وهي الأظرف والطرود المرسلة من شركة Perim Coal Co يمكن التعرف على هذه النوعية من الرسائل عن طريق استعمال طابع خاص بالشركة في الجزء الخلفي من الظرف مستطيل الشكل.

مما لا شك فيه أن تواجد شركة بهذا الحجم جعلها المتحكم الرئيسي في حركة البريد في الجزيرة وهذا أدى الى جعلها المتعهد الرسمي للبريد Postal Agent كما تشير المستندات في عام 1887م . هذا النمو أدى الى زيادة عدد الجمالة وأيضاً عدد الرحلات اللتي اصبحت اسبوعياً من وإلى الجزيرة وبالتبعية إزدادت حالات السرقة.

ومعى بداية الحرب العالمية الأولى تم إنشاء مكتب بريد عسكري ميداني كغيرها من المناطق التابعة للبريطانين ، وبعد إنتهاء الحرب تم إعادة الخدمات البريدية إلى إدارة مدنية في العام 1922م. في هذه الأثناء كان يتم نقل البريد من المكتب الرئيسي إلى بريم عن طريق البواخر التابعة للشركة وكانت باخرتين الأولى تحمل إسم Sheikh Bukhurd والثانيه Meegen
وفي العام 1927 تمت إضافة سفينة ثالثة حملت إسم The Preserver .
إلا أن دوام الحال من المحال، مع التغيير الذي حصل للسفن والبواخر وتخليها عن الفحم كمصدر للطاقة ودخول المشتقات النفطية كلاعب أساسي في تزويد السفن بالوقود بدأت الشركة بتكبد الخسائر وإنسحاب الشركة من جزيرة بريم وإغلاق مكتب بريد بريم عام 1936 م.

بعد إغلاق مكتب البريد لم تتوقف الخدمات البريدية والتي كانت تحت إشراف الشرطة البريطانية عام 1937م وكانت تنقل البريد مرة في الشهر من والى الجزيرة.
الجدير بالذكر أن الجزيرة بعد إغلاق الشركة كان يقطنها مجموعة من القوات الشرطية والعاملين في الفنار والبعض من السكان المحليين بالإضافة إلى مركز صحي مع إغلاق الميناء امام السفن.