دعاء القنوت في صلاة الفجر برمضان.. الدعاء من أعظم العبادات التي أمر بها الله- تعالى-، ورسوله- صلى الله عليه وآله وسلم-، وقد جاء الأمر به مطلقًا؛ فيشمل ذلك كل هيئاته؛ في الصلاة وخارجها، سرًّا أو جهرًا، فرادى أو جماعات ودعاء القنوت.. مشروعٌ في مواضعٍ ثلاثة، تنحصر في صلاة الفجر وصلاة الوتر وفي حال النوازل.
دعاء القنوت في صلاة الفجر
ذهب أئمة الشافعيّة إلى أنّ القنوت في صلاة الفجر سنّةٌ مؤكّدةٌ عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، والمشهور عند المالكيّة أنّ قنوت الفجر مستحبٌ وفضيلةٌ، واستندوا إلى ما رواه أنس بن مالك- رضي الله عنه- حيث قال: (ما زالَ رسولُ اللَّهِ- صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- يقنتُ في الفجرِ حتَّى فارقَ الدُّنيا)، وتتأكّد مشروعيّته في المذهب الشافعيّ إلى الحدّ الذي ألزموا فيه تارك قنوت الفجر بسجود السّهو، سواء تركه عمدًا أو سهوًا، وخالف الشافعيّة والمالكيّة في رأيهم الحنفيّة والحنابلة وقالوا إنّ حكم مشروعيّته قد نُسخ بترك النبيّ له.
هل يعيد الصلاة من ترك دعاء القنوت في صلاة الفجر؟
دعاء القنوت في صلاة الوتر
يرى الإمام أبو حنيفة أنّ القنوت في صلاة الوتر واجبٌ، وهو سنّةٌ عند صاحبيه أبو يوسف ومحمد وعند الحنابلة كذلك، والمشهور في مذهب المالكيّة كراهة القنوت في الوتر، بينما ذهب الشافعيّة إلى أنّه يسنّ في النّصف الثاني من شهر رمضان، وذهب الإمام النووي من فقهاء الشافعيّة إلى أنّه مسنونٌ طيلة ليالي السنة.
دعاء القنوت في النوازل
يشرع دعاء القنوت إذا نزلت بالمسلمين نازلةً أو أصابهم غمٌّ؛ فيدعو المصلّي بعد رفعه من ركوع الركعة الأخيرة من كُلّ صلاةٍ مفروضةٍ، ويستمرّ على ذلك حتى يكشف الله- عزّ وجلّ- النازلة، ويرفع عن المسلمين ما أهمّهم وأغمّهم، وفي قنوت النوازل يدعو المسلم بما يناسب الحال التي قنت لأجلها، حث ورد عن رسول الله، أنّه لعن قبائلَ من العرب عندما غدروا بأصحابه- رضي الله عنهم- وقتلوهم، وثبت أيضًا أنّه -عليه السلام- دعا للمستضعفين المؤمنين من أهل مكة أن يُنجيهم الله من بطش قريشٍ، ويجوز القنوت بالنوازل في صلاة المنفرد والجماعة.
دعاء القنوت مكتوب
القنوت هو الدعاء الذي يأتي به المصلي بعد الركوع في الركعة الثانية من الفجر، أما عن هذا الدعاء بخصوصه وهو قوله صلى الله عليه وسلم كما جاء فى السنن انه كان يقول (اللهم إهديني فيمن هاديت وعافني فيمن عافيت إلى آخر الدعاء..)، والمعروف وهو أنه سُنة مؤكدة عنه- صلى الله عليه وسلم- في الوتر، وكذلك فى صلاة الصبح أو فى الفجر وليس واجبًا.
هل دعاء القنوت واجب في صلاة الوتر.. الافتاء تجيب
دعاء القنوت في الوتر
يجب أن يشتمل دعاء القنوت على الحمد والثناء، فبعد أن يرفع الإنسان من الركعة الثانية من صلاة الفجر، ويقول "سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد؛ فيدعو بأي دعاء يريده ويكون مشتملا على الحمد والثناء، مما يحدث القنوت.
وعن عبد الله بن عباس- رضي الله عنهما- قال: كان النبي- صلى الله عليه وسلم- إذا قام من الليل يتهجد، قال: "اللهم ربنا لك الحمد، أنت قيِّمُ السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحق، ولقاؤك حق، وقولك حق، والنار حق، والنبيون حق، ومحمد حق، والساعة حق.. اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت ولا إله غيرك".. رواه البخاري.
دعاء القنوت فى صلاة الصبح
(كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُعَلِّمُنا دُعاءً نَدعو به في القُنوتِ من صلاةِ الصُّبحِ اللهمَّ اهدِنا فيمَن هدَيتَ وعافِنا فيمَن عافَيتَ وتوَلَّنا فيمَن توَلَّيتَ وبارِكْ لنا فيما أعطَيتَ وقِنا شَرَّ ما قضَيتَ إنَّك تَقضي ولا يُقضى عليكَ إنَّه لا يَذِلُّ مَن والَيتَ تَبارَكتَ ربَّنا وتَعالَيتَ).
(اللهمَّ إنَّا نستعينُكَ ونستغفرُكَ ونُثْنِي عليكَ الخيرَ كلَّهُ ونشكرُكَ ولا نَكْفُرُكَ ونخلَعُ ونترُكُ من يفجرُكَ اللهمَّ إيَّاكَ نعبُدُ ولكَ نُصلِّي ونسجُدُ وإليكَ نسعى ونَحْفِدُ نرجو رحمتَكَ ونخشَى عذابَكَ إنَّ عذابَكَ بالكفارِ مُلْحِقٌ).
دعاء القنوت فى رمضان
من الأولى والأفضل دعاء القنوت في صلاة الفجر، وذلك تقربا من الله تبارك وتعالى وامتثالا لسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضل الصلاة صلاة القنوت" أي صلاة الليل، وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال: "اللهم ربنا لك الحمد، أنت قيِّمُ السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحق، ولقاؤك حق، وقولك حق، والنار حق، والنبيون حق، ومحمد حق، والساعة حق.. اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ماقدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت ولا إله غيرك".. رواه البخاري.