قال أحمد البكري، الباحث في الشئون السياسية، ومؤلف كتاب "حلف الشيطان"، إن الدراما المصرية، لاسيما في ما يتناول مجابهة الفكر المتطرف، استطاعت القيام بدور كبير وفعال، في ضح أيديولوجيات العنف،والتطرف المأخوذ به في فكر الجماعات والتنظيمات الإرهابية، إلى جانب عرضها أحداث واقعية، من شأنها أن تبعث فى نفوس المجتمعات المصرية، وابل كبير من الكراهية تجاه تلك الجماعات الإرهابية المتطرفة، لافتًا إلى أن عملية المجابهة من خلال هذه الدراما ، كان لها دور فعال، لاسيما عقب أحداث ثورة 25 يناير ، مرورًا بمسلسل الجماعة، ثم توالت بعد ذلك الكثير من الأعمال الدرامية الكثيرة، وعلى رأسها الاختيار1،
والاختيار 2، ومسلسل القاهرة كابول، وهجمة مرتدة، والتى استطاعت كشفت حقيقة تلك التنظيمات.
وتابع: الفضل الأول، في كشف مخططات وأفكار الجماعات الإرهابية، يرجع إلى الكاتب وحيد حامد رحمه الله ، مؤكدًا أن مسلسله" الجماعة"، يعد واحدًا من أعظم المسلسلات التى فندت هذا الفكر ببراعة، واستطاع من خلاله الكشف عن منهج و مخططات الجماعات الإرهابية، وفضح تسترهم بالدين لتحقيق أغراضهم الدنيئة من خلال القلم والكلمة والفن.
و أوضح" البكري" فى تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" أنه ورغم زيادة عدد المسلسلات التى تتناول الفكر المتطرف، تزامنا مع شهر رمضان الحالي ، إلا إن إذاعتها خلال هذا الشهر ، لاسيما مع كثافة المحتوى الدرامي الإجتماعي، قد يدفع الكثير من المواطنين، عن العزوف عن مشاهدة تلك المسلسلات التى تجابه فكر الجماعات الإرهابية، الأمر الذي يتطلب حتمية وجودها على مدار العام ، مع وجوبية الترويج الإعلامي لهذا اللون الدرامي الهادف، و التركيز على حقائق محددة، وعدم وصف الجماعة بأنها جماعات دينية متطرفة لأنها أبعد ما يكون عن الدين، فضلاً عن فضح ، كل من يقف خلف تلك الجماعات، من أجهزة استخبارتية، وعلى رأسها الموساد، أمريكا، بريطانيا، تركيا، وقطر، وكشف دور تلك الأجهزة في تمويل تلك الجماعات، وصناعة البدائل لها تحت مسميات جديدة، منها: أنصار بيت المقدس، داعش، فور علمها بافتضاح أمرها.
وشدد الباحث السياسي على ضرورة توعية الشباب المصري، وتعريفهم بدور تلك الأجهزة ، وسعيها الدائم في هدم المنطقة في الشرق الأوسط، لاسيما وأن هناك شغف لدي الغالبية العظمى منهم، بالسفر لتلك الدول،لافتاً إلى أن الشباب في سفرهم لتلك الدول ، وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا تحديدا قد يتعرض العديد منهم لمحاولات التجنيد، بهدف تمويلهم للإضرار بمصالح البلاد، والعمل على زعزعة استقرارها.