قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الله سبحانه وتعالى يقول في وصف أهل الغفلة ممن ذرأهم وخلقهم للنار من الجن والإنس: {أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} شبّه الله سبحانه وتعالى أهل الغفلة بالأنعام، في أي شيء؟ في أنهم لا يستعملون حواسهم التي منحهم الله إياها، وأنعم بها عليهم من السمع، والبصر، والقلب لا يستعملونها في تحصيل العلم الموصل إلى الله سبحانه وتعالى.
وأضاف جمعة ، أن الأنعام تعبد الله سبحانه وتعالى بالحال، ولا تعبده بالقال؛ لأنها لم تُعط ذلك العقل المدبر، الحكيم، المتراكب، المتراكم الذي أعطاه الله للإنسان؛ ولذلك ما رأينا حيوان قط بنى حضارة، فالتشبيه هنا بين أهل الغفلة والأنعام جاء من عدم ربط المعلومات، لكن هم لهم آذان، ولهم أسماع، ولهم دماغ ؛ والدماغ فيه مخ، لكن سبحان الله، ليس عنده قدرة الربط بين المعلومات، والتوصل منها إلى مجهول، وليس عنده الذاكرة التي تسمح له أن يسترجع ويبني، لكن الإنسان عنده؛ فعندما لا يستعمل قلبه وعينه وأذنه .
وتابع : ولم يربط المعلومات ربطًا صحيحًا ممكنًا خلقه الله فيه، شابه الأنعام في عدم الربط، ولم يشابه الأنعام في عبادة الله {إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ} ولكن الأنعام تعبد الله تعالى، {بَلْ هُمْ أَضَلُّ} هذا تشبيه في جهة وحيدة وهى عدم القدرة على ربط المعلومات ، هذا هو الشبه ما بين أهل الغفلة وما بين الأنعام، لكن الأنعام يتميزون عليهم ويفوقوهم في أنهم يعبدون الله سبحانه وتعالى.