العبادة لله لها قدسيتها ويفضل فيها الاتقان والتركيز
إذا تعارض الواجب والمستحب لزم تقديم الواجب
لا يشترط التلفظ بالنية فى الصيام ما دام قد نوى بقلبه
عدد كبير من الأسئلةالتي طرحها المسلمون خلال الساعات الماضية التي تشغل أمور دينهم وحياتهم.. في السطور القادمة نعرض لقراء "صدى البلد"، الفتاوى التي تشغل أذهانهم:
قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن صلاة التراويح سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وتعد بابا عظيما من أبواب الخير، لافتًا إلى أن الصيام يوم واحد تطوعًا لله باعد الله بينه وبين النار سبعين خريفًا.
وأضاف خلال فيديو مسجل له عبر صفحة دار الافتاء، أن السنن لها أجر كبير عند الله، مشيرًا إلى أن الصيام تحقق المراد والتوبة للمسلم، وتبعده عن النار، مؤكدًا أن مجئ رمضان له جمال.
وتابع أمين الفتوى أن المسلم يرجع لله مرة ثانية خلال شهر رمضان، لأنه يكون طوال عام منشغلًا بأمور الدنيا، مضيفًا أن شهر رمضان يهذب النفس فمن أراد أن يترك السجائر أو محرمًا عليه أن يتهذب ويصوم في شهر رمضان المبارك.
وأوضح أن صلاة التراويح فى المنزل أفضل من صلاتها في المسجد، مشيرًا إلى أن العبادة لله لها قدسيتها ويفضل فيها الاتقان والتركيز خاصة فى الصلاة.
ونوه إلى أن شهر رمضان المبارك فرصة للتخلص من حبنا للدنيا وتعلقنا بها، مؤكدًا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال " أفضل صلاة المرء فى بيته إلا المكتوبة".
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالاً يقول صاحبه: “ما حكم الركوع دون القدرة على قراءة سورة الفاتحة لسرعة الإمام؟”.
وأجاب الدكتور محمود شلبي أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية عن السؤال قائلا: إذا كان الإنسان يصلى بمفرده فيجب عليه أن يقرأ الفاتحة، لأنه ليس هناك عُذر لتركها لأنه يصلى منفردًا.
وأضاف أمين الفتوى خلال فيديو عبر قناة دار الإفتاء المصرية على “يوتيوب” إذا كان الإنسان يصلى في جماعة وكانت الصلاة سرية كالظهر والعصر فيقرأ سورة الفاتحة خروجاً من خلاف الفقهاء.
وأشار أمين الفتوى إلى أنه إذا ركع الإمام قبل أن ينتهى المأموم من قراءة سورة الفاتحة فعليه أنا يتابع الإمام ويركع معه.
وأوضح أمين الفتوى أنه إذا لم يستطع المأموم أن يقرأ الفاتحة لسرعة الإمام ووجده يركع فركع معه فصلاته صحيحة، لأن جمهور الفقهاء يرون أن المأموم لا يجب عليه أن يقرأ الفاتحة، لما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة”.
ونوّه أمين الفتوى إلى أن المذهب الشافعى قال بوجوب قراءة الفاتحة بالنسبة للمأموم طالما قادر، واستدلوا بما جاء فى الحديث “لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب”.
وأكد أمين الفتوى أن المسألة سهلة فلو ترك الإمام فرصة للمأموم فى الجهرية لقراءة الفاتحة أو المأموم قراءته سريعة فى الصلاة السرية فليقرأها، ولو ركع الإمام قبل أن يقرأ المأموم الفاتحة فيركع معه وصلاته صحيحة إن شاء الله ولا شيء فيها.
وورد الى دار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية بفيسبوك سؤال يقول صاحبه: "ما حكم ترك العامل مكان عمله أثناء مواعيد العمل الرسمية والذهاب إلى صلاة التراويح، وهل يجوز مجازاة العامل أم لا؟ وهل تعتبر فترة صلاة التراويح من مواعيد العمل الرسمية؛ حيث إننا نادٍ ولدينا فترة مسائية للعمل تمتد حتى الساعة الثانية عشرة منتصف الليل؟
ردت أمانة الفتوى بدار الإفتاء: الموظفون والعاملون هم أُجَرَاءُ لأوقات معينة على أعمال معينة يتعاقدون عليها ويأخذون عليها أجرًا، وهذا الأجر في مقابل احتباسِهم أنفسَهم واستقطاعِهم جزءًا معينًا من وقتهم لصرفه في هذا العمل، فليس لهم أن يقوموا بأي عمل آخر من شأنه أن يأخذ من وقتهم ما يؤثر على جودة أدائهم في عملهم، ما لم يكن متفقًا عند التعاقد على استقطاع شيء من الوقت؛ وباستثناء ما جرى عُرف العمل على استثنائه وباستثناء الصلوات المفروضة وراتبتها وما يلزم لها من طهارة واستعداد؛ فإذا صرف العامل وقت عمله في غير ما تعاقد عليه كان مُخِلًّا بعقده، مستوجبًا للذم شرعًا وعُرْفًا، والمؤمنون على شروطهم. قال العلّامة البجيرمي الشافعي في حاشيته على "شرح منهج الطلاب" لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري (3/ 174، ط. دار الفكر العربي).
وأضافت الإفتاء في ردها على صاحب السؤال : وأوقاتُ الصلوات الخمس، وطهارتُها، وراتبتُها، وزمنُ الأكل، وقضاء الحاجة: مُستَثناةٌ من الإجارة؛ فيصليها بمحله، أو بالمسجد إذا استوى الزَّمَنان في حَقِّه، وإلا تعين مَحَلُّه".
كما أنه إذا تعارض الواجب والمستحب لزم تقديم الواجب، وقيام العاملين والموظفين بما أنيط بهم من مهام وتكاليف هو أمر واجب التزموا به بموجب العقد المبرم بينهم وبين جهة العمل، فانصرافه وتشاغله عنه -ولو بالعبادة المستحبة- حرامٌ شرعًا؛ لأنه تشاغلٌ بغير واجب الوقت، ما لم يكن ذلك مسموحًا به في لوائح العمل؛ لأن حقوق الله تعالى مبنية على المسامحة وحقوق العباد مبنية على المُشاحّة. وصلاة التراويح سنة وليست فرضًا؛ فتاركها لا وزر عليه، لكنه يأثم إن عطل بها واجبًا أو أهمل في فرض، كمن نشر مصحفًا يقرأ فيه حتى خرج وقت المكتوبة من غير أن يصليها، وحاصل القول في ذلك: أن على الإنسان أن يعبد ربه كما يريد الله لا كما يريد هو، فلا يسوغ له أن يقدم المستحبات على الواجبات، ولا أن يجعل السُّنَنَ تُكَأَةً لترك الفرائض والواجبات المنوطة به شرعًا أو التزامًا أو عرفًا.
وبناءً على ذلك أكدت دار الإفتاء أنه لا يجوز للعامل ترك مكان عمله أثناء مواعيد العمل الرسمية بحجة الذهاب إلى صلاة التراويح ما دام مُكَلَّفًا بالحضور في هذه الفترة، إلا بمقدار ما تُؤَدَّى به صلاةُ الفريضة ويُتَهَيَّؤُ لها، وأما مجازاتُه فمعيارُها اللَّوائحُ المنظمة للعمل من غير تعنُّتٍ ولا تَسَيُّبٍ، ما دامت هذه اللوائح لا تخالف الشريعة الإسلامية. ويمكن للمسلم أن يصلي أي عدد من الركعات في أي جزء من الليل منفردًا أو جماعة على قدر طاقته، وهو بذلك مصيب لسنة قيام الليل أو التراويح، فإن لم يستطع أن يصلي من الليل فله أن يصلي بالنهار بعد شروق الشمس وارتفاعها قدر رمح -حوالي ثلث الساعة- إلى ما قبل صلاة الظهر؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا فاته ورده من الليل قضاه في هذه الفترة من نهار اليوم التالي.
وأجاب مركز الأزهر عن سؤال "هل يشترط التلفظ بالنية فى كل يوم من أيام رمضان؟ قائلًا: إنه لا يشترط التلفظ بالنية فى الصيام مادام الإنسان قد نوى الصيام بقلبه، وإنما يشترط تبييت النية قبل الفجر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له).
وأشار الى أنه ينبغي أن يعلم أن لكل يوم نية مخصوصة كما ذهب الى ذلك جمهور الفقهاء وذهب المالكية، الى أن المسلم لو نوى أول الشهر صيام الشهر كله صح صومه ومجرد السحور نية.
هل يشترط النطق بالنية للصيام
وأوضحت دار الإفتاء في فتوى لها أن النية محلها القلب ولا يشترط النطق فيها باللسان، مشيرة إلى أن النية عند بعض الأئمة يجب تجديدها لكل يوم من أيام رمضان، ولا بد من تبييتها ليلًا قبل الفجر وأن يحدد الصائم صومه إذا كان فرضًا بأن يقول نويت صيام غد من شهر رمضان.
رأي الفقهاء في نية الصيام
وأضافت الفتوى ، أن بعض المذاهب ترى أن القدر اللازم من النية هو أن يعلم الإنسان بقلبه أنه يصوم غدًا من رمضان، وفي مذهب المالكية تكفي نية واحدة عن شهر رمضان كله.
ونصحت دار الإفتاء ، في فتواها المسلمين إذا استطاع الإنسان أن يعقد النية كل ليلة من ليالي رمضان فهذا هو الأصل والأفضل، وإذا خاف أن ينسى أو يسهو فلينو في أول ليلة من رمضان أنه سوف يصوم بمشيئة الله تعالى شهر رمضان الحاضر لوجه الله.
حكم صيام من استيقظ على جنابة
إذا نوى الشخص من الليل أنه سيصوم غدا وإذا وقع في الجنابة قبل الفجر كأن يكون عاشر زوجته واستيقظ في الصباح على جنابة فصومه صحيح وليس عليه شيء فليغتسل منها ويكمل صوم يومه.
حكم إفطار الطلاب بسبب الامتحانات
ناشد الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، الطلاب قائلا "صوموا فإن الصوم فيه خير كثير ولا تستسهلوا الإفطار".
وأضاف أمين الفتوى في خدمة البث المباشر لصفحة دار الإفتاء المصرية على فيس بوك، أن إفطار الطلاب لا يكون بدون أسباب فإذا كان الطالب يتعرض للتعب الشديد لامتناعه عن الأكل فيستشير الطبيب ويأخذ بقوله ومشورته.
وأشار إلى أن الأصل في الصوم أن فيه تقوية للجسد وهذا ما تؤكده الموسوعات العلمية الأجنبية.