قال الدكتور علي جمعة ، مفتى الجمهورية السابق ، إن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم : {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} يؤسس لك دستورًا تسير عليه {وَمَا} تطلق على غير العاقل أو تطلق على إذا ما اختلط العقلاء بغير العقلاء تغليبًا لكثرة غير العقلاء في هذا الكون من جمادٍ وحيوانٍ وشجرٍ وبحار وأنهار مع العقلاء من جنٍ وإنسٍ وملائكة.
وأضاف علي جمعة عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك : أن الكون يسبح وهو معنى ينبغي أن تستحضره دائمًا أيها المسلم أن هذه الكائنات التي حولك تسبح لله رب العالمين {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} كل الكائنات تسبح فلا تكن أنت النغمة النشاذ التي لا تسبح من ضمن هذه الكائنات، لا تنسى الله ولا تنس ذكر الله واجعل لسانك رطبًا بذكر الله ،أما أن تنسى فقد دخلت في إطار أقوامٍ آخرين {نَسُوا اللّهَ فَنَسِيَهُمْ} وكانوا من المنافقين والله سبحانه وتعالى لا يرضى لعباده الكفر، والكفر أنواع : كفر عقيدة ،وكفر عشيرة ،وكفر شكران. فلا تكفر بنعم الله عليك {وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا} .
وأشار علي جمعة إلى أن رجلا أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال له: يا رسول الله تشعب بنا الإسلام فقل لي في الإسلام قولاً لا أسأل أحدًا بعدك فيه. فيقول: (لا يزال لسانك رطبًا بذكر الله).
وأوضح علي جمعة أن على المسلم أن يذكر الله قيامًا وقعودًا وعلى جنبه وعلى كل حال، ويجعل لسانه يذكر الله حتى مع عدم استحضار القلب؛ فإن ذكر الله سبحانه وتعالى يرجعك التارة بعد الأخرى إلى حظيرة القدس.
ونوه علي جمعة إلى أن ذكر الله مع الغفلة خير من عدم ذكره بالمرة لا بالقلب ولا باللسان، اذكر ربك باللسان واتلُ القرآن فعلى المسلم أن يجعل بينه وبين الله حصة في كل يوم، ويجعل وردًا بينه وبين القرآن حتى لو لم يتدبر معانيه فإنه في يومٍ سوف يتدبر، لا يترك الصلاة لأنه لا يخشع فيها بل صل وداوم على الصلاة حتى يأذن الله سبحانه وتعالى أن يملأ هذا الوعاء بالنور وأن يملأه بالأسرار وأن يملأه بالأنوار وأن يملأه بالملك والملكوت، فإن قلب المؤمن لا يسعه شيء في هذا الكون من اتساعه لله.