في عالم موازي للحياة المدنية بعبثها وصخبها وأحداثها التي لا تهدأ أبدا، هناك حياة ريفية يسودها الهدوء والسكينة و تحوطها من كل جانب الطبيعة الخلابة، لتصبح بيئة نقية لإفراغ كل ما هو سلبي أصاب النفس، فيحاول الكثير من الناس الهرب إليها لتساعدهم على إخراج كل ما هو مبدع بداخلهم فيعودون إلى المدينة حاملين الكثير من الإيجابية تساعدهم على الانطلاق في هذه الحياة، مثلما فعل الفنان العبقري يحيى الفخراني من فيلمه " خرج ولم يعد ".

تدور أحداث فيلم " خرج ولم يعد " حول قصة تتكرر بشكل يومي في حياة كثير من الشباب، وهي عدم توافر المال الكافي لإكمال متطلبات زواجهما مثلما حدث مع الشاب عطية عبد الخالق والذي قام بدوره الفنان الكبير يحيى الفخراني، شاب بسيط فشل في الحياة الجامعية و اكتفى بالشهادة الثانوية، يعمل كموظف في أرشيف إحدى المصالح الحكومية يطمح دائمًا أن يشغل منصب مدير عام هذه المصلحة، يعيش في منزل متهالك قابل للسقوط في أي وقت، وكان عبد الخالق قد أتم خطبته من حبيبته زينات منذ سبع سنوات، وكان يعوق زواجهما عدم توافر المال الكافي لإتمام هذا الزواج ولا إيجاد شقة بسعر مناسب، فقامت والدتها بإمهاله فترة ثلاثة شهور لتوفير المال و إيجاد شقة واذا لم يحدث ذلك ستقوم بفسخ الخطبة.

كان يملك عبد الخالق إرثًا من أبيه عبارة عن ثلاثة أفدنه قد تركها له في إحدى قرى مصر، وكان القرار الوحيد أمامه لتوفير المال اللازم للزواج هو بيع هذه الأرض فاخذ إجازة من عمله وذهب إلى هذه القرية، فقام ناظر أرضه عوضين " توفيق الدقن " بتوجيهه لكمال بيه عزيز " فريد شوقي " لشراء هذه الأرض، ولكنه لا يمتلك مالًا كافيًا لشرائها، فظل يماطله واقام لديه عبد الخالق فترة كبيرة من الوقت إلى أن عشق الريف، ونشات علاقة حب بينه وبين خوخه " ليلى علوي " ابنة كمال بيه، فقرر الاستقرار هناك و الاهتمام بزارعة الأرض.

ظهرت خلال أحداث فيلم " خرج ولم يعد " سيارة كلاسيكية انيقة كانت دائمًا ترافق كمال بيه خلال جولاته في الريف والتي كان يهتم دائمًا بإصلاح اعطالها بنفسه، كانت هذه السيارة من انتاج شركة صناعة السيارات الأمريكية العريقة شيفروليهCHEVROLET، التي تأسست في العام 1911، وهي الآن تتبع لمجموعةGENERAL MOTORSالأمريكية متعددة الجنسيات.

كانت السيارة من الطرازCHEVROLET STYLELINE موديل عام 1951، ولكن شيفروليه كانت قد بدأت في خط انتاج هذا الطراز في الفترة ما بين عامي 1941 وحتى عام 1952، وظلت هذه السيارة هي رائدة مبيعات سوق السيارات العالمي في فترة الأربعينيات، وسيطرت الفئة الشبابية على شرائها في هذه الفترة لتشابه هيكلها مع شخصيتهم بحد كبير نسبة إلى تصميم سيارات هذه الحقبة.

وتوفرت السيارةCHEVROLET STYLELINE بعدة نسخ منها السيدان التقليدية المكونة من أربعة أبواب، والسيارة ذات المفهوم ثنائي الأبواب " الكوبيه " الشبابية، و استمدت جميع نسخ هذه السيارة قوتها من محرك مكون من 6 أسطوانات، بسعة 3.5 لتر، يستطيع ان يولد قوة قدرها 90 حصانًا، متصل بناقل حركة يدوي الأداء من 3 سرعات.

جدير بالذكر ان فيلم خرج ولم يعد بطولة كلًا من " فريد شوقي، توفيق الدقن، يحيى الفخراني، ليلى علوي، عايدة عبدالعزيز، علي حسنين، إحسان شريف، مها عطية، إبراهيم قدري، نبوية السيد، طارق مندور" وقام بتأليف السيناريو والحوار عاصم توفيق، واقتبست هذه القصة عن رواية " براعم الربيع البريطانية، وقام بإخراج هذا العمل المخرج محمد خان، وتم عرض هذا الفيلم لأول مرة في 8 إبريل من العام 1958.