" هاميس .. آتون يتكلم .. هاميس عودي إلى آتون .. عودي إلى أخيتا تون.. موعدنا شروق الشمس " تفخر مصر دائمًا بحضارتها المنفردة وتاريخها العريق والذي بقى محط أنظار العالم بمختلف ثقافاتها وحضاراته التي تتساءل عن هذه الدولة العظيمة التي استمر سرها لغز غامض لم يستطع أحد اكتشافه منذ 7 ألاف عام والذي سيبقى إلى أمد الدهر، ويخلد أحفاد هؤلاء الملوك حضارتهم على هيئة أعمال فنية تمتزج فيها شكل حياتنا العصرية بالحياة المصرية القديمة التي عاشها أجدادنا مثلما تناولها فيلم " عروس النيل " .
طيبة عاصمة مصر القديمة يجري بها شريان الحياة نهر النيل المخلد عند القدماء المصريين الذين كانوا يعملون لها عرس أسطوري كل عام يُزف إلية عروس من أجمل فتيات طيبة بإلقاء نفسها في مياهه، ثم تُحشر في مثواها الأخير بمقبرة عرائس النيل التي تقع جواره، إلى أن جاءت آخر عروس لهذا النهر العظيم إنها هاميس " لبنى عبد العزيز " والتي أرسلها والدها آتون إله الشمس، لتكون حارسًا على مقبرة عرائس النيل ومنع انتهاك حرماتها.
لكن كان هناك مهندس بترول " جيولوجي " يدعى سامي " رشدي أباظة " كان يصمم على حفر منطقة مقبرة عرائس النيل للبحث عن البترول، وبالفعل ذهب إلى الأقصر لبدء عمليات الحفر بمعاونة زميله المهندس فتحي " عبد المنعم إبراهيم "، لتظهر هاميس ابنة إله الشمس آتون لتنفذ تعليمات والدها وتعترض طريق كل من يحاول انتهاك حرمة مقبرة العرائس.
وتسببت هاميس في انقلاب حياة سامي رأسًا على عقب وجعلت الناس ترى بأنه قد جُن وأصيب بلوسة عصبية من كثرة تحدثه مع نفسه ولكن في حقيقة الأمر كان يتحدث معها هي، فهي التي جعلت أن لا أحد يراها إلا سامي حتى تحول هذا الانتقام إلى حب شديد، إلى أن اختفت مرة أخرى وعادت إلى عالمها المجيد، ويبدأ سامي بالبحث عنها في كل امرأة مصرية يراها.
لم تقتصر أحداث فيلم عروس النيل على المزج بين الحضارة المصرية القديمة والحديثة في البشر والبناء فقط، ولكن كان هناك مزج بين المركبات الفرعونية، وبعضًا من السيارات الحديثة التي ظهرت في مشهد البداية، واستمرت منهم واحدة تصاحب المهندس سامي طيلة أحداث هذا العمل فلنتعرف عليهم في السطور التالية .
ظهرت السيارة الأولى والتي كانت ترافق المهندس سامي في مشاهد كثيرة من أحداث فيلم " عروس النيل " من الطراز الحربي الشهير لشركة صناعة السيارات الامريكية JEEP والذي كان يسمى بالطراز WILLYS، والذي صنع بناء على بيان من الجيش الأمريكي إبان الحرب العالمية الثانية يطلب من خلاله صناعة سيارة تحل محل الدرجات النارية ذات العجلات الثلاث.
وتضمن البيان أيضًا مواصفات السيارة المطلوب صنعها على ان تكون خفيفة و قوية في ذات الوقت تتميز بمرونتها عبر الطرق الصحراوية الوعرة وذات أغراض عامة و قوة دفع رباعية، وبالفعل أقدم العديد من الشركات على محاولة صنع هذه السيارة، ليكون النجاح في النهاية حليفًا للسيارة WILLYS، وساعدت الجيش الأمريكي على خوض هذه الحرب، مما جعل أحد الرؤساء الأمريكيين يصرح بقوله أنه لولا JEEP لما كنا انتصرنا في الحرب العالمية الثانية.
اما السيارة الثانية والتي ظهرت في مشهد بداية فيلم عروس النيل، فقد كانت من إنتاج شركة صناعة السيارات الأمريكية ذات التاريخ العريق CHEVROLET التابعة لمجموعة شركات GENERAL MOTORS، من الطراز CHEVROLET BEL AIR، والذي بدأت في تصنيعه منذ العام 1950 حتى العام 1975، ولكن طراز اليوم هو موديل العام 1956، والذي استمد قوته من محرك مكون من 8 أسطوانات بسعة 4.3 لتر، متصل بناقل حركة يدوي الأداء من 3 سرعات.
جدير بالذكر أن فيلم عروس النيل بطولة كلًا من " رشدي أباظة، لبنى عبدالعزيز، عبدالمنعم إبراهيم، شويكار، الضيف احمد، عبد الخالق صالح، فؤاد شفيق، سلامة إلياس، فرحات عمر الشهير بـ الدكتور شديد، حسين إسماعيل، عصمت محمود " ومن تأليف سعد الدين، وفكرة لبنى عبد العزيز، و إخراج فطين عبدالوهاب، وتم عرض هذا الفيلم لأول مرة في 2 نوفمبر من العام 1963.