بملامح ترسمها الرجولة يقبل "عمرو خليل" ذو الـ١٣ عاما، يد والديه المسنين ويودع اخواته البنات الستة؛ للذهاب إلى العمل كـ سمكري سيارات باحثا عن لقمة العيش مساندة والده المريض وتحمل جزءا من مصاريف أهل بيته.
يعيش " عمرو" الصبي الشهم كما يلقب ، في منزل بسيط بأحد الشوارع المنزوية في منطقة منشية الصدر، وسط أسرته المكونة من ٩ أفراد، يستيقظ باكرا للذهاب إلى المدرسة من أجل التعلم ، وبعد انتهاء يومه الدراسي يذهب إلى العمل ليعيش في دوامة مبكرا من أجل أسرته البسيطة.
" مش عاوز اكتر من رضا ابويا وامي واني اصرف على البيت وأجهز اخواتي البنات" كلمات رددها الصبي " عمرو" بفخر ورجوله خلال حديثه مع موقع "صدى البلد" قائلا" انا كل يوم الصبح بروح المدرسة وبعد كده بروح الشغل في الورشة، وأروح أنام وكل يوم على كده، خصوصا ايام الدراسة وانا بشقي عشان خاطر أهلي".
بالرغم من كفاح " عمرو" من أجل إعالة أسرته، إلا أنه يعاني من فتاء شديد يجعله غير قادر على السير أو العمل منذ قرابة الثلاث سنوات، وبسبب افتقاره لثمن العملية وخوفه من إجرائها بأحد المستشفيات الحكومية، لذا يضطر أن يحمل ألمه لحين يجد فرصة تساعده على إجراء هذه العملية.
" انا بحس بتعب شديد بسبب الفتاء اللي عندي وانا يناشد وزارة الصحة أنها تعالجني في مستشفى ودكتور كويس عشان انا نفسي تتعالج" بتلك العبارات وصف الصبي" عمرو" حاله مناجيا الله لتلبية دعائه بالشفاء.
يحلم الطفل الشهم بأن يصبح طبيبا وأن يتفوق في دراسته وتعليمه بجانب عمله في أحد الورش" انا نفسي اطلع دكتور عشان أعالج الغلابة وأساعدهم ببلاش نفسي ربنا يوفقني وكل اللي محتاجه حد يساعدني في الدراسة ويديني دروس".
بعيون تنم عن الحب والوفاء ينظر " عمرو" إلى والده المسن الذي يعاني من الجلطة، واعدا إياه بأن يكافح من أجل أسرته وأخواته البنات معبرا عن ذلك قائلا " نفسي اشتغل واجيب فلوس عشان اطلع ابويا وامي الحج لأنهم كويسين معايا وبيحاولوا ميحرمنيش من حاجة".